Skip to main content

Full text of "14.1.18"

See other formats


صدر بمناسبة مهرجان توينبي 
بفداد ب تشرین الاول ۱۹۷۷ 


منشورات وزارة الاعلام - الجمهورية العراقية 


۷۷ م سلسلة الاعلام والشهورین 
۴۱ 0 


“يم 
5 
چ ۱ 

کي 
٩‏ 
3 

صخي 
LoS ٩‏ 


الاإهعداء 


الفصل الاول 


هدوى میج 


ماجدوى التاريخ وما فائدته ؟ ماجدوى أن يفوص المرء في كل 
هذا الركام الهائل من سلسلة الأحداث التى تكون عمر الانسان 
على الارض ؟ ماهو هذا الشوق اللح الذى يدفع بالانسان ليتبين 
معالم عمره الحافل » خلال القرون ؟ 


هل التأريخ حقا اكاذيب متفق عليها » او التأريخ هو معلم 
الشعوب »فهو فلسفة التعلم »عن طريق ضرب الامثال ؟ هل التاريخ» 
حقا » هو سجل العباقرة والمظماء وکار الصانعی او هو - کما 
بقول فولتير ‏ سجل جرائم الانسان والحظ النکد ؟ هل التأريخ 
هو حياة الشعوب وحياهة الأنسائية ون من الستحیل نقل حياة 
الانسانية وتجميدها في حروف ؛ كما بذهب الى ذلك تولستوى ؟ 


ا ل ل ل a‏ 
الفلاسفة والمفكر بن والمثقفين على تطاول العصور . 


إندراسة التار بح »يراي a‏ ا ال هه 
حياة متجددة وصنع حي لوعيه . لاعمق اعماق | 
السحيقة_المحركة لمسيرته على الارضی . إن التاريخ 
الاسئله كلها وكثير غيرها محاولة للاحابة عنها والارتحال من منطفة 
الظلمة الى منطقة النور اناري وير ادم لان 9 
معاناة أخلافية عالية لاستكشاف کل حقائق الممر الالسحالي ‏ 
موضوعية وذاتية . التأريخ هو تحدي 0 الانسان بنفسييةة 
ومحاولة تحوبله عن التيار الفير المنضبط في عمره الزمنى 006 


6 


ل 


تن حماسة الانسان من احل الانسان ۰ ۰ إن التأريخ 4 
بهذا انى » ببدو تطلعا غير محدود برتفع عن مرتبة التطلع الطفولى 
ليلغ مرتبة الشسوق إلى المعرفة والتساؤل الحاد عن مسيرة 

#لانسانية الدلجة حينا في الظلمات والمتطلعة احيانا الىالمثل الضيئة 
کالفرادسس السماو به ۰ 

بحدثنا « بولیبیوس » عام ۱67 ق م انه شهد » مع 
« سیبیو » حریق قرطاجنة وان « سیبیو » تطلع بعینین دامعتین 
الى النار ال كلة تلتهم الدينة الشامخة »© فبكى بکاء مرآ واستشعران 
هذا المصير قد بلحق مدننة روما ذاتها . وبعد خمسة قرون من 
النبوءة الشوومة التی اطلفها « سيبيو » التهمت النار مدينة 
روما الخالدة التی سطت اجنحة کابوسها الهائل على اطراف 
الدنیا . 

هنا تساءل إزاء هاتين الفاجعتین : حريق فرطاحنه ودمار 
الدنة الخالدة كثير من الموّرخين استنادا الى نبوعة « سيبيو » 
الاليمة . هل هناك دورات متعاقبة من الفواجع يتحتم وقوعها في 
حياة الانسایر تا هو هو ذلك المانون" ا تک ق ی بشي 
النشر فيدفع بهم ٤‏ دورات متعافنة تتناوبه بين الفواجع 
والمسرات 5 . 

ان حرش قرطاحنه ودمار روما الخالدة في المصر e‏ قد 

أثارا كثيرا من الكتاب والفلاسفة وااژرخین في تلك العصور 

» ا ( ؛ الرواقي مو قف الهد وء المطمئن إزاء حربق رطا 2 
مو کدآً ان على الانسان أن بت 
دون اب ودون 


ی الدهر وصروف الزمن العاتية وان 4 دورة الثازييت 
ومصائر الانسان © وی ذلك حسسه . 

01 وبعد اعوام من هذا الو قف الذى اتجذه « بوليبيو س ) کتب 
« القديس أوغسطين » اعترافاته كما کتب آثره الخالد « مدنة 
لیسست فرطاجنة وحدها هي ال احترقت وانتیت ت » بل العالم 
لها مطافا اخیرا كما كانت لها بداية في البدء القدیم . 


۸ 


إن مورف المبلاد والوت فى عمر الحضارات ليست » في اصولها 
الاولی » من وضم شب‌خلی سخنظربة دورات الولد والفناء يمكن 
العثور على منابعها الأصيلة وانها اثارت كثيراً من العقد الذهنیه ي 
الفكر القديم سواء عند بوليبيوس أم عند غيره . ولكن اثر هذه 
النظر به بزداد حسب ماسدو ‏ اثرا وعمقاً ف عصور الاضطر اب وف 
فترات تهالك الحضارات . 

وبذهب كثير من المفكرين والفلاسفة وفلاسفة التأربخ أن. 
نظر بات تفسير ارت فلسفا تعکس > كالمرآة السحر دة ¢ شوق 
الانسان وروح عصره . وممن اكد على ذلك وبالحاح المؤرح « فرانلثه 
مائویل » و کلنفو ود اللذان ذهسان الى أن هناك « استقطابا 
سیکولوجیا » لبعض النظریات في بعض العصور . 

على أن الفکرین و فلاسفه التاریخ الذین بحثوا قصه الانسان 
ومسبرته وحوافز هذه المسيرة وأهدافها قد افزعتهم صور الدماء 
والاشلاء والضحانا والاهوال الفاحعة الحرده » آحیانا » من المنطق 
كما تبدو » والتی تزخر بها حياهة الانسان ۰ 

فهل التاریخح حقا هو تلك العحلة الهائلة الروعة قد شد علیها 
الانسان طوال الحقب والاحیال » كما شد « اکسیون » ملك تسالية 
ووالد « السنتورات » في أعماق سقر - هادس - بعد اغوائنه 
« حيرا » زوحه « زبوس رب الارباب » ا و 
ستظل في ابقاعها الرهيب تمزق حسد الانسان الى اشلاء ؟ 

أو أن سیر د الانسان تدفعها صروف الدهر فتنتقل في طريق. 
تتكسر على صخور الشاطيء لتظل مسيرة الموكب الانساني ماضية 
نلا وناع ولا تفهمر ولا ارتداد ؟ 

إننا نجد أحيانا »فيبعض النظریات »آن هناك مزجا بين الاتجاه. 


العصر عن دورات التار بح وبين الاتحاه المعبر عن الطريق اي 
الصاعد . وق م أن المصور, ا قل 0 كثيرا من 


ذاك لحو و واو كوا التى لم يكن بختلفا 
حو لها الکثر ون وان الانتكاسات الحضارينة هی الاخرى قضية 


۹ 


6 


SE 


مشهودة على مدى التأريخ فالمواءمة بين هذین العنصرین قد نجم 
عن تحربة تاريخية طوبلة وعن فحص ماد حرکة حضاره الانسان 
سس ۰ فهي في الحقيقة ضرب من التركيب بين نظربتين 
ام الرای القائل بالدورات الحضارية هو » فى الحقيقة » رای 
قديم لم يذهب اليه « بولینیوس » وحده وبمض الاخرین ف العالم 
القدیم بل كان هو الرای الساند في معظم التفسيرات الفلسفية 
التأريخية آنذاك . 
إننا نجد ملامح الراي القائل یالدورات الحضارية الکبری عند 
معظم للائينة ادر ىن عن عفد هاا قن سيقراط الى أفلاطون 
وارسظو_والروافيين والابيفوزتين والمؤرحين العدامى ٠‏ بل آثنا 
نحد ملامح من هذه النظرئة وظلالها عند بعض الشعراء والكتاب 
.ف العهود القدنمه . 
١‏ ان « هر قلیطس » « وامبذو قلس » وامثالهما كانوا من 
الم منين بقضية الدورات الكونية التي تحتضن تاريخ لانسان 
ابضا .+ فنظربات الصيرورة والكون والفساد هی النظربات العامة 
التى تشتمل على الرای القائل بالتحولات وبالدورات الكونية التى 
"تحتم الاستحالات أوالتحولات فيالحياة الارضية الكوكبية باسرها . 
اما افلاطون فقد أشار في « تيماوس » الى هله الدورات 
:الكونية عند بحثه سنة الكون العظمى ومنافشته للكوارث العالمية 
والكونية وابروز السنة الافلاطونية . وبذهب بعض الفرین الى 
:آن الكوارث التي بشير الیها افلاطون في تيماوس كان بقصد بها 
الکوارث الجيولوجية التي شهدتها الأرض فيعصور سحيقة كالشروخ 
الارضية الهائلة التي اودت بقارة اطلانتس مثلا وبالجوائح والاوبئة 
المدمرة وبالزلازل والبراکن والرعشات الارضية المهلكة . 
٠‏ وقد آشار كثير من فلاسفة الاغريق الى أن حضارات عديدة 
.قد شهدتها الارض وان كل حضارة تختفي من الارض ببدا الانسان 
بعدها دورته الحضارية الاخری من أول الطرق » فالحضارة أو 
الانسان من حيث هو جوهر الحضارة هو في الحقيقة موضوع هذه 
الدورات وهو ضحيتها . 
إن القول بهذه الدورات الكونية مستمده في الحقيقة من الفكر 


الهندی القسم للف يذهب آآن عجوي ورور بور ة جم دورته 


فيتفسخ العالم وتنتشر الوحودات طبقا لناموس الفناء الدوري > 
فيعم الظلام ف آرحاء الكون 6 ومن أعماق الظلمة والفناء بدا ناموس 
الصيرورة من جديد وذلك الى مالا نهابة . هذا على المستوى الكوني 
أما على المستوى الانساني فدورة « الكارما » التى تمسك بالانسان 
بجنبها واوهاقها الارضية » وبظل الانسان كذلك في رجع طويل 
حتى بتحرر من لعنة « الكارما » وأوهاقها . 

اما ارسطو فقد درس تأربخ دوبلات المدن الاغريقية واستنتج 

هو الآخر أن هناك مسدا للدورات سبب الكوارث والهز ات 

السياسية التى_تقضي على آلدر رلا واتتول سس 0آ0ظ2 

على ان « بوليبيوس » قد أحْذ بمبدا الدورات في كتابه عن 
التأريخ وذكر ان الاستحالات السياسية التي تتحول » طبقا لها > 
اشكال الدول وطباعها هى قانون طبيعي فرضته الطبيعة ذاتها . 

ان الفكر الهيليني © والاغريقي بصفة خاصة لم يعتبر تكرر 
الظروف او تكرر التأربخ على شکل سلسلة متصلة الحلقات امرا 
فيه عنصر من‌عناصر الشر 4 فالحر بنتهي الى شر 4 والشر رد بنتهي الى خر 
وبذلك يتم توازن دفیق فى حیاه الانسان الارضیه . فالغ ر سرر 
الخير وکذلك الخير بخلي الطريق احیانا للشر . 


أمافي روما القد نمه فقدارتسطت فكرة دراك التار بخ با ذهب 


الرواقي وبعتبر « كريسيبوس » الذى ولد من أصل شرقي » قد 
یکون مصريا أأو سوريا » وتعلم في مدينة آثينا في اواخر القرن 
الثالث ق.م فأن تصوره للدورات الكونية هو حزء من نظر نتهالكونية 
العامة . فالکون تحول » وشکل دورى » إلى عنصم النار وان 
ولاده الکون تتم عن‌طریق مخاض كوني هائل .ولکن «کر بسپیوس» 
الروافي لم شترط حدوث كوارث؛ جائحة في الکون خلال عملية 
الاستحالة والعودة الى عنصر النار بل تتم العملية باقاع دائم ابدی 
تعبيرا عن ابقاع الحياة لزيوس رب الارباب . ومن الواضح هنا ان 
۱ زوس » رب الارباب عند « كر سبيوس » لابلعب أى دور ابداعي 
في خلق الکون وق فساده . وبدو أيضا أن « کرسسبیوس » قد 
تأثر إلى حد بعید برجمة الوئد والفناء وهي النظرية التی وجدناها 
ف المورو ات الهندبة القديمة . فقد سب اليه قوله بانئا حمیصا 
ی كأفراد ف المولد الحد ند ۰ ان سقراط وافلاطون وجمييم 
الناس سيعودون هم انفسهم في مولد مرتقب جديد . 03 


رو 


۱۱ 7 


01 


ونجد ملامح من هذه النظرية ايضا عند « مرقص اورليوس » 
الى قال بالعودة الدورية انضا من خلال المذهب الروافي . 
و وبذهب كثر من المؤرخين والمفكرين الى أن الدورات الكونية 
على النحو الذى آمن به الرواقيون هى بصيص من موروثات الفلك 
البابلي ومن علوم ا والسحر القديم الذى عر فته بابل ۰ فان 
« سینکا » قد نقل عن « بروسوس © کاهن « بیلوس » أن العفیده 
البابلیه تذهب الى 7 النجوم اذا ماتوحدت في مدار السرطان فان 
حريقآ کونیا هاثلا سيقع لامحالة » آما اذا تحمعت النجوم في مدار 
الجدى فان طو فانا جاتحا بعم الارض ٠‏ 


وق مطلع العصى. . اليييحي تحو لت النظر به الدورسه طبصا 
۰ الیسجة نخرجت عن كثير من اسسها نية القديمة 
سب الدمار_١‏ عند آباء الكنسة TY‏ من ستال. 
ا الاسکندری هي الخطيية_ ال افتر فها اانسان ولیست 
اختلالا ۴ نو امیس الكون ف دورات متعافة ° و 
آباء الکن 7۳و77 سس وو تن ۲ لجر و سيسبيوس» 
و« غربغورى النيساوى » » من الفلسفة الوثنية ؛ التى حهلت 
بما فيها دورات التأريخ الانساني اذاما تكررت » طبقا لناموس كوني 
أعلئ-» الى مالا نهاية فمعنى ذلك أن الله لم بخلق الكون ولم بخلق 
الإنسان » ذلك انه ليست للابدية زمن مخلوق » ونتيجة لذلك فلن 
بكون » بالنسبة للانسان » دينونة في آخر الزمان . 

لقد تعلم آباء الكنيسة الاوائل من الكتاب المقدس ان هناك 
ندذانة عد : سان © ”م تظل هناك دابیات زد 
N COE‏ ” الوم ا ا . حفا إن هناك 
55 الجموعة من _الاحدات يا ا وک ل 
هی بو سابق لهأ بابل هی اانمود الأول 
سک آن بهمضموا نظر به الدورة التار دخية للا نان" 4 LL‏ 
فكرة الدورة الكونية والسنة الكونية العظمی » دون ان بأخذوا من 
العقائد الوثنية مابعیق حركة الفکر السيحي . 20 
۱ 


ولقد تحول الفكر الفريي خلال عصر النهضة من التفسسير 
اللاهو تي للتار بح الذى ارسى دعانمه العقدسس « أوغسطين » ( ۲۵۲ 
ح 1 اع ا في ی مدينة الله » ليصيح التفسیر دنیویا منصبا 
على تفسر مديئة « الانسان » . فلقد عنى الفكر الغربى بالانسان 
وبالقوانين التجريبية التى تتحكم في تعجيل وابطاء دورات حركة 
التأريخ . فبدا التفسير التأريخي بحاول معالجة الإنسان من خلال 
سحلاته »واهملت اهمالا كرا قضية الخلق وقضية نهابه الانسان. 
وقي الحقيقة ان « غيامباتستافيكو » هو اول من حاول تفسير حركة 
الانسان من حيث هو کائن دنيوى » في الفكر الغربي » هذا بالرغم 
من ان جميع المفكرين والفلاسفة في عصر النهضة قد تأثروا الى حد 
.بعيد بالفكر الميليني » والفكر الاغريقي على وجه الخصوص . فلا . 
شك ان معظم مفكرى عصر النهضة وفلاسفته قد قرأوا كتاب 
۵ السياسة ». لأرسطو. وتائروا بتظرياته فى السياسية لاس 
نظريته الخاصة بالتحولات والثورات . 
ولكن مفكرى عصر النهضة وفلاسفته قد تأثروا أبضا تاثرا 
عميقاً بفلاسفة المرب المسلمين عن طريق الاندلس . وقد تائروا 
بصفة خاصة بآراء الفيلسوف العربي ابن حزم ( ۹۹6 - ٤١١٠م‏ ) 
في كتابه «الفصل في الملل والاهواء والنحل» وبآراء المؤرخ العربيالكبير 
ابن خلدون (۱۳۳۲ - ۲۲.٦‏ م) الذي ظهر كتابه العروف بأسم كتاب 
«العبر» » ومقدمة هذا الكتاب آلخالده قبل «فیکو» بنحو ثلائة قرون 
ونصف والذی وضع فيه اسس بحث الظواهر الاجتماعية توطئة 
الاقامة نظرية في تفس التاريخ . ولقد انتهى ابن 
خلدون الى نظرية جبربة فيما اسماه بالممران البشسری 
تتألف من قوانين ثابتة محتومة تشبه » في نظره » قوانين الطبيعة, 
والرياضيات . فلاول مرة في التاريخ بظهر مفكر ببحث العمران " 
النشری بمعزل عن الله ,الکونیه وعن مناقشة كضابا الخلق 
ونهاية العالم » فیو كد ER‏ الظاهرة الاجتماعية باعتبارها 
مهتاج. تطوولت العمران البشرى . وقد كانت نظريات ابن خلدون 
سنا لطيفة التارسح وعلم الاجتماع اللذين تطورا على ابدى 
الفلامفة والفکرین الغرنيين مع بروز الثورة الصناعية في العص, 
-الحدرث © هذا مع الرجوع الى الفکر الهيليني لاسيما فلسفية 
اش ونظرباته فى التحولات السياسية . 003 


رو 


۱۲ 


وعلى آبة حال » ببدو أن نظرية الدورات الكونية والسنضة 
الكونيئة العظمى والقول بالرجع الابدى قد فتن الفكر الفربی الى 
د كبير حتى ان هناك من المفكرين انفربیین قد طبقوا فكرة تكرار 
الخاق < و لکر لو الانشثار ف دورات متعاقبة على كثير من محالات 
النشاط الانساني سواء في الادب ام الفن ام الدين ام العمارة وما 
الى ذلك من وجوه النشاط الانساني . كما ان هناك من بين مفكرى 
العصور الحديثة من ذهب الى ان احداث التأريخ تعيد ذاتها وآن 
البواعث والظروف هى الاخرى تعيد ذواتها كرة بعد اخرى > ولکنها 
تتکرر بأشكال مختلفة . 
أن « فیکے؛ TA‏ 1715م ) الذی بعتبر الو سس الغربى 

الحد 3 


نهائیا 2 فكرة الرحع الابدی » فقد استمار الرحع الابدی و 
غلت- مم والشعوب من خلال دراسة اا وأناط ها 4 
۳ منها فانونا موداه ان الآباء الاوائل لكل دولة لاهوتية 
بتمیزون بالقوة والصرامة وان عصور البطولة تبرز على مسرحها 
محموعات من الناس بمتازون بالقوة والعنف والدقة المتناهية في 
العمل ثم تعقب هذا العصر عصور الكسل والانحلال الذي بودي 
الى ضمور البطولة وانحلالها » ثم تتدخل بعد ذلك العنابة الالهية 
فتعيد الانسان الى حالة البداوة البسيطة الاولى ليبدا ا 
الحضارة من جديد . 

كما اننا نجد فکره العود الابدی باهتة عند ميكافيلي ( ١519‏ 
- ۱۵۲۷ ) وذلك بانه بعزو بروز الامير البطل الى جملة من 
الفضائل بحقق عن طريقها بطله في صورة الأمير اعظم انجازاته . 
وبغياب تلك الفضائل يبدا الانحلال والتفسخ . 

ولكن من الثابت أن الفكر الغربي قد رفض رفضا كاملا » 
منذ عصر النهضة » جميع الافكار والنظربات الخاصة بالرجصع 
الابدی وبالتحولات الفلكية وبارتباط مصائر الانسان بمصائر كونية 
خفية هذا بالرغم من أن هذه الافكار والنظربات المتعلقة بخفابا 
النجوم والأحاجي الكونية كانت ماتزال حية ې تلك الفترة بالرغم من 
انها قد افسحت الطريق لمحاولات تفسير التأريخ تفسيرا انسانيا . 

ومع ظهور « كانت » ( ۱۷۲ ب ۱۸۰۲ ) اتخذ الفكر الغربي 
منمطفاً جدبدآ فقد أغلق « كانت » » بمحاولة میتافیز شية حرة 


۱ 


باب البحث الاخلاافي على الاساس اليتافيزبقي الخالص فالتناوب 
التار بخي » عند « كانت » © انين الخر والشر هو وإن کان اقشاعا 
دوربنا الا أنه لاينتمي الى ارومة الر جع الایدی ۰ 

ومع مجيىء « جوهان هردر » ( ۱۷66 - ۱۸۰۳م ) بدات 
فلسفة التأريخ عهداً جدیدا إذ بحث في رسائله عن تقدم الانسانية 
وف كتابه « افكار عن فلسفة التأربخ للنوع الانساني » الذي ظهر 
القسم الأول منه عام ۱۷۸6 والذی ظهر الحزء الاخیر منه بعد وفاة 
« هیفل » وظهور محاضراته عن فلسفة التار خ عام ۷ ° 

وبالرغم من محاولة « كانت » الیتافیز شیه الحره في إغلاق 
باب تفسیر التاریخ تفسسيرا تأملیا ميتافيزيقيا الا أن « هردر » ومن 
بعده « هيغل » قد طبما تلك الفترة بطابع مثالی_تأملی لا في فلسفة 
التار یج وحد‌ها ولکن في جميع حوانب الاحث العقلیه . 

ا لفق حاول ( هردر » و « هيفل » أن تأملا لا مجری التاريخ 
وأن مده e‏ آملين أن E‏ التاريخ. مره وا ا 
التاريضي . 

ولکن « هيفل » كان أعمق ثرا » فقل ص رات ی 
تأريخ الفکر الانساني مالم يصنعه مفكر من قبل . 

إن نظرية « هيغل » متكاملة بحيث تولف فلسفته التار خية 
حزءاً لاتحزا من ریت العامة . > ان ( هغل » كد دیس ین 


والوجود ی محدود غير مطلق ولکنه من خلا یه يتحول 
التناهي تناهي آلي لامتناه ۰ آما E‏ الوجود التعین وبتطوی على 
»> والماهية والظاهر ه لانمکن فصل بعضهماً عن 
بعض_و تایه طهر والظامرة جرب عن الام 

امافيمستوى الطبيعة فالروح المطلق تناقض نفسها فتستملن, 
الطميعة . فالطبيعة هي مظهر الروح المطلق وتتطور الطبيعة في‌منهح" 
لائيالطبيعة فق‌ذاتها :أىعلىمستوى القوانينالالهية اي 


۱0 


أى على ستوى القوى الفيزيو ‏ كيماوية ‏ واخيرا الطبيعة من حيث 
پم حي ٠‏ 

5 وتناقض الروح الطلق مع الطبيعة فیعلن نفسه4 4 فيبدو 
والروح الذاتي أى الفرد والروح الموضوعي ای المجتمع والروح في 
ذاته ولذاته أي اتحاد الروح الذاتي‌والروح الموضوعي. وبری«هیفل» 
والمؤسسات الاحتماعية عند « هيفل » هی قوانين وانظمه الأسرة 
والزواج وتقاليد المجتمعات الدنية . وهنا » تبدأ » في الحقيقة 
فلسفه « هيغل ( التأرىخية ¢ إذ ترى أن مهمة الدولة هن تحفيق 

الروح الطلق . فهى دولة قومية ننبفي أن تحتفظ بلغتها وتقاليدها 
ودینها ومبادئها الأخلاقية وأن من واجب الروح الذاتن یدود 
أن بخضنع::#ها فتلك مهمه الروح الذاتی إزاء الروح الوضوعي . 
ولکن اذا ما آقدمت الدوله على تضحية مثلها وقيمها ولغتها 
و اخلاقیاتها فى. سبيل الروح الذاتي اي الفرد. قد بدا الاتخاق . 

وبری « هيفغل » أن اندثار الحضارات والاميراطوريات 
وهذا هو تفس « هیعل » لنشوء الدول والحضارات واندثارها 
من خلال جدليته المثالية . فالحضارات القديمة في الصين وباايل 
ومؤؤّسساتها الاحتماعية فدات عملية الاندثار . 

إن « هيغل » هنا بری أن مسرة التأريخ هی مسیرة التقدم » 
وان كانت جدليته جدلية مثالية مطلقة الا أنه ينتهي بها إلى مناقشة 
المؤوسسات السياسية والاجتماعية فيرى حتى في إطار مناقشته 
للمو سسات الاجتماعية » بعد متابعة جدلية » أن هناك افرادا 
تبعثهم العنابة الالهية من اجل خلاص البشر من آمشال يوليوس 

أ ) هیغل LD‏ وت التاريخ تم ار اتمه 
فلسفية لقضية تاريخ یشان غير انه حو اال 

وبالرغم من أن « هیفل » قد ارسی ۴ الفلسفة الحدلية 


۱۹ 


الا انه » في النهابة لم بجعل من التاریخ قضية مفهومة . فالنهابة 
التى وصل اليها وهی » أن التأريخ بأخذ محری عقليا » قد انتهى 
به الى أن هذا المجرى الجدلي العقلي قد انتهى به الى الدولة 
البروسية . تلك هی القضية الخاسرة في المنظور التأريخي . حتى 
إن المفكر البر بطاني « والش » قد سخر من « هیفل » اذ رأى في 
جدليته نتائج لاعلاقة لها بتسلسل حركته الجدلية . فقال إنه كمن 
بريد أن بعرف المستقبل بقياس هرم الجیزه » هذا مع انه قد اثبته 
حسا تأريخيا عميقا في تصوراته عن فلسسفة التأربخ وان هذا الحس 
التأريخي هو اعمق بكثير من الحس التأريخي الذى كان يمتلكه 
( كانت » . 

وی الحقيقة إن اثر « هيفل » و في فلسفة التأريخ كان بعيداً 
وعمیقا فتاثرت به مدارس فلسفه تارب في ألمانيا وفرنسا 
وبريطانيا . ولکن کل مدرسة من هذه الدارس قد اخذت لها وجهة 
خاصه بها . فلأول مرة في تاربخ فلسفة التأريخ بصبح هذا المسحث 
الشائك قضية مطروحة امام الفكر الانساني بشكل حاد بحتم 
الاحابة عنه » لأنها من خصوصيات الانسان . 

ان المدرسة ارا اس سوت قد تاثرت بالفلاسفة 
الالان من « هردر » و« لسسنغ » ولکنها لم تعش طوبلا فقد انتهت 
فلسفیا مع نهابة آخر السان ب سیمونیین في العقد الثالثك من‌الفرن 
التاسم عشر » وبعد ذلك غدا أسم « هيفل » والهیغلیین مثار 
استخفاف الفرنسین . 

اما المدرسة الالمانية فکان حضور « هيغل » والهیغلین فیها 
شدید الحده والتاثر حتی محىء « کارل مارکس » و قلبه للحر کة 
الفرنسية في فلسفة التاریخ » على وجه التعمیسم » أن الدرسة 
الفرنسية كانت تحاول كتابة الدراها التأريخية للانسان بحثاً عن 
عصره السعيد في المستقبل » اما المدرسة الالانية مع التجاوز 
باستئناء « کارل مار کس » فقد كانت تبحث في التاریح وغائيته 
وعن آشواق الانسان التي تتطلع الى العصر الالفي السعید . 

على ان الدرسة الانکليزية من العسیر جدا تحدید شخصيتيلعة 
نقد اخذت من الدرسة الالانية ولكنها لم تتخل عن نزعتها 

7 
۱۷ 


TTD‏ کک 
التجربيّة ظ إذ آخذت الكثير من « كانت » ولكنها بقيت وفية 
لاصو لها المرتبطة بلوك ونزوعها الاجتماعي . 
ر تطورت فلسفة التأريخ بعد « هیفل » فأخذت وجهات عديدة 
لانکاد نجد نظاما فلسفیا ذا آثر حدی وحقيقي منذ ظهور « هيغل » 
نی اليوم لانزعم أن له رايا ف فلسفة التار بح ۰ 


إن فلسفه التأریخ في مراحلها التی شهدها العصر هی ذاتها 
راي الانسان في الانسان وف الحتمع وموففه من الاخطار الرهيبة 
التی تتهدده © راه في العالم > رابه في عظمة النوامیس ٠‏ راه في 
الاراده الانسانية »© رأنه في الحركة الصاعدة الهابطظة » رأيه في 
انتصارات الانسان واحباطه » رأبه في جوع الانسان الابدى »© رأنه 
ف قدرة ا سيسات علی تخطی حو احز النوامیس الصصه التنافضه 
مع حركته بهذا التكرار الاليم . ان فلسفة التاریخ کل هذابل 
واکثر من هذا . 

وان‌من ابرز ره العصور قي فهم حركة التاريخ وتفسيرها 
هی نظرية « ارنولد توينبي » بل نظرياته التى بجمع شتاتها فيوجهة 
واحدة هی وحهة تفسير ير الابقاع الابدى للحركة التاريخية لحضارة 
الانسان بين النكسة والانيعاث . 

ان « توبئبي » المؤؤرخ والفکر والفيلسوف قد تعامل تعاملا » 
مسوولا مع تاربخ الانسان وواجه كل أمجاد الانسان وإنجازاته 
واخطائه وتفاهاته أحيانا وسقوطه في هوة الإعياء والعقم ثم انتصاره 
بعف ذلك و من ركام الدم والرماد والشرور و۱ خطاء ۰ لمل 
ار تاریخه بأشكاله 
و مستو ناته الختلفه > وبذ لك استطاع أن بو كد على أن لو سسسع 
لانسان أن بنطلق من « مدننه الهلاك » صوب الدنة المسماوية 
من أجل خلاص قد لایکون ابدیا كما كان بالنسبة لکربستیان عند 
« حون بانیان » »© ولكنه خلاص على أبة حال . 

ولكن بعد هذا كله » بعد كل ما أبدعه الذهن البشرى من 
تصورات عن الانسان وتاريخ الانسان وعن أوهامه ومثله المليا » 
ماهي جدوی التأريخ ؟ . 


۱۸ 


إن هناك من المفكر بن والفلاسسفة من درون ان الرؤية الثاقبة 
ييه رسن لايمكن آن 1 تتم إلا من دن رموز وی ومثله 
ل ا E O‏ 
اقصى حد » اذ برى في قوانينه الجدلية صرامه لا تعلو عليها صرامة 

ولكن هناك من بری أن الانسان ف طراد آبدی مع نفسه وآن 
نهائة هذا الطراد هو مصرع الانسان بسيفه . 


ان فلسسفة التأريخ » بلا شك » قد اتاحت للانسان وعي كثير 
من المثل » والنماذج العليا كونت لدبه قناعة إلى حد كبير بأن العصر 
الالفی السعيد لم يكن اسطورة من الاساطير بل هو قضية لها ابعاد 
واهداف » وهي فضية تستحق كل ماقدمه الانسان خلال تاريخه 
من دم وآلام »وآن هذا العصر الألفي السعيد ستشهدهة لحظة كبرى 
إن احداث التاربخ متشابهة ولكنها تتنوع تنوعاً عجيباً بتنوع 
الأسباب . ولعل مشكلة التاريخ هی أسر مما بدت للانسان طوال 
جميع العهود والتى كانت تبدو في بعض لحظاته وكأنها قضية 
تلاشی الزمن إزاءها . 
كان « أمرسون » قول ٠‏ إن هذا العقل الیشری قد دون 
التار بح > وأن عليه أن بقرأه » وعلى أبى الهول أن بحل لغز نفسه . 
إن تطلع الانسان » من خلال رؤياه بكل بهجتها وکل کاباتها 
تتطلع إلى حل لفز أبي الهول التاريخي . فالانسان بواجه نفسسه 
كما بواجه الحياة والكون في تحول لا بنقطع » والتحول هو امسل 
الانسان » هو آمل ف التدفق بدلا عن التحمد ... فحل اللغز 
الابدی هو الكلمة التي ننتظرها الانسان . 


۷ # o + 


الفصيل الثاني 


“0 
18 3 
6 


6 


3 


الوص فکمه ... وا مارد 


لقد بدا تساژل الانسان عن معنی التارسح وعن حوافزه 
وحرکانه » منذ ان استطاع هذا الکائن الفامر أن بتحدى آلام ظروفه 
وان سین أن هناك عوامل وحوافز تعمل على تحرك مجتمعه 
وتطو بره . ولکن فلسفه التار خ بمعناها الحد ث ؛ قد دات مع 
طلائع الثورة الصناعية الاوربية . 

فالثورة الصناعية التی آبرزت تعقيدات شتی في الحتمع 
الانساني » بالاضافة الى ماحققته من تحرك تأريخي وتطوبر 
للمجتمع » قد طرحت في الوقت ذاته على العقل الانساني تساژلات 
عدة » فحركت جميع فدراته على تحدی اوهام العالم وحقائقه . 
فالدراسة التأريخية »> بمعناها الفلسفي » قد تنامت مع ازدهار 
العالم في آواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر » 
إذ نلحظ من خلال استعراضنا لهذا المشهد ان « هردر » و 
« دیکارت » و « هیفل » و « كانت » هم اوائل منطرحوا التساؤلات 
عن معنى التأريخ ومفزاه وحوافزه ومحر کاته »وبذلك سقط سقوطا 
حقیتیا! حياد الانسسان ازاء العالم وإزاء نفسسه »آو إنالانسان قد 
تم تحيزه لنقسه وللعالم . 


إذن » فقد ازدهر هذا الضرب من المعرفة في عصوره الحديثة 
اللون من الفكر من خلال دراستنا للمجتمع الصناعي الحدىث . 

على أن لكل ظاهرة علامات © والعلامة الاولى في الدراسات 
الاول م من کتاب ( هردر ¢ » افکار عن التأريخ الفلسفي للنوع 
الانساني (( الذى نشر سمه الآخير بعد نشر محاضرات » هيفل 4 


۲۰ 


لقد كانت دراسات هؤلاء المفكرين والفلاسفة آول‌الامر دراسة 
محض نظربة »تحاول انتستخلص منهجا نظريا شم حركة التأريخ 
ووضع ملامح لفلسفة تأريخية جديدة من خلال دراسة الجتمسع 
وتطوره . 

ولقد ارتبطت دراسة الفلسفة التأريخية اول الامر بالفلسفات 
المثالية في بادىء الامر في المانيا وبريطانيا . ومع أن « برادلي » 
وزميله الفرنسي « بوزنكيه » قد اعتبرا دراسة التأريخ جزءآ من 
فلسفة دراسةالتحربة الانسسائية »الاانهما شیاستمرضان التجرببة 
الاجتماعية الانسانية لاستخلاص مناهج نظرية اقرب الى أن تكون 
في اطار المثالية منها الى استخلاص منهج واقصي بين العوامل 
والحوافز لدراسة التاریخ . هذا مع 1ن المفكر البريطاني المعاصر 
دراسة حركة المجتمع الانساني اذ درس فكرة التأريخ معتمدا في 
اصوله الفكربة على الخط النقدي في فلسفة التأربخ الالمانية 
التقليدية . 

ان فلسفة التار بخ عبر الفترة الواقعة مابين طلائع الحركة 
العلمية وا لصناعبة حتی اليوم قل مرت 2 مراحل عد بد ۵ عر ضت 
قصة الجهد الانساني لفهم وتطسوره وشوقه الملح لفك 


غوامض التاريح ون 0 ۰ 


أحيانا النشاط الانسبار أبعاده وق 3 مني 
اشا قصة الانسان في صدامه ERS‏ التي 0-۳ 
هذه الصدامات و کل لك صدامه مع الطبيعة من احل اخضاعها 
وتحضلةه هده السدايات ۱ کی من هنا فهو لفظ غامشی فضفاض لا 
سكن أن بحدد ف اطا احدات | 


العلم وفلسفة المجتمع وان الاجتماعية الحدده من خلال العلا قات 
بين الا فراد من ناحية وبين الا فراد والمجتمع و كذلك صله الانسانبااطبيعة 
من حيث التعامل الشامل العام منناجية اخرى. منهنا سرز غموض 
هذه اللفظة وصعوبة تحديدها » ولكن من هنا آنضا يتحدد الجانب ر 
آلنقدی الفلسفي الذى بحتم بروز الناهج النقدية الفلسفية لفیا 
التأريخ و فهم حركة الانسان في محتمعه . 0 


0 
۹ 


6 


8 7 


وعلی اية حال » فلقد تحددت من خلال مسيرة هذا الضربه 
من ,الفكر أن فلسفة التأريخ تتضمن مهمة اساسية هی استكشاف 
جْملة من الحقائق تكون في مجموعها فرعا من المعرفة الانسانية بمکن 
أن تمتد اصولها في المجال الفلسفي لخر بح ۱ وتبلع تخوم 
الفلسفة الاحتماعية بمعناها الحديث . وف الحقيقة أن الفيلسوف 
التاربخي قد افاد كثيرا من‌تطور المعارف الانسانية فيالمجال الطبيعي 
والسشرى » لذا نجد أن الفلسفة التأربخية في العهود الاخیره قد 
بدات تاخد بمنهج الاستقراء والاستنباط طبقا لمناهج العلوم الطبيعية 
والاجتماعية . 


ولكن تظل هناك معضلة تأسر الفكر الانساني وتطرح امامه 
مدت عد رده هی + الى أى حد يمكن أن يكون الورح ل 
مطنة ق ل الباحت EC‏ 
أن تتحفقق هذه امو ضوعية 5 

انمو ضوعية فلسفة التأربخ هی الاخرى معضلة من‌العضلات. 
التى يجابهها المفكرون » ذلك أن فلاسفة التاريخ منذ مطلع العصور 
الحديثة قد طرحوا مناهج عديدة وأن كل مفكر من هوّلاء قد اکد 
على مطلقية موضوعية من خلال منهجه » ونحن نعلم أن التاكيد على 
المطلقية بهذا المعنى التأملي النقدی هوف حد ذاته بکو"ن شرخا عميقا 
في موضوعية فلسفة التأريخ . فلقد راینا أن هناك نظربات عدة مند 
مطالع العصور الحديثة: قد ثبت أن فيها الكثير من عنصر التحيز 

هذه المعضلة تكون هي الاخرى عقدة من العقد الفكربة في هذا 
المجال بالرغم من أن المفكر والورخ البريطاني المعروف « بيوري »4 
قد أكد « أن التأريخ قدا صبح علما لا اكثر ولا أقل » وأن محاضرات. 
« بيوري » في جامعة كمبردج حول تاريخ الافریق والرومان 
والبيزنطيين قد اتسمت بالتاكيد على أن من الممكن أن تكون الحقيقة 
انتاریخیه موضوعية ويشكل مطلق . ولكن هناك فلاسفة ومفكرين 
بنتمون الى مناهج مغايرة للمنهج الذي اخذ به ( بيوري ) خلو 

من الموضوعية المطلقة . فدراسة التاریخ تدخل فيها عوامل عديدة 
وتاخذ مسارب ممقدة كثيرة اذا ما كانت فيمسار نقدي تأملي محضء 


۳۲ 


على ان هناك مدارس اخرى تؤ كد أن من الخطأ استخدام 
تعبير ( موضوعية مطلقة ) في هذا الحال » ذلك أن موضوعية التأريخ 
أو الوضوعية التاريخية تختلف اختلافا جوهريا عن الموضوعينة 
العلمية .بمعناها الشائع . فالوضوعية كما تراها هذه المدارس ومن 

بينهم الفکر الالاني « دني » بری أن دراسة أي حدث للتار بخ هى 
00 فطعة فنية »وان هذه الدراسه هي متابعة لحقيقة انسانية 
تتضمن تعبيرا عن شخصية الانسان وعن نمطا فکره وفعالياته 
العملية وتعامله مع الافراد والمجتمعات والطبيعة . فالحدث 
التأريخي نشاط فعلي للانسان لايختلف ف جوهره عن النشاط 
الفني أو عن القطعة الفنية المحددة » وآن الحدث التأريخي ذو 
أوجه عدة بمكن دراسته من هذه الزاوبه أو تلك كما تدرس القطعة 
الفنية لوحة كانت أو تمثالا أو مزهرية أو نقشا على جدار . فكما 
تلفی الموضوعية المطلقة في دراسة القطعة الفنية الواحدة كذلك تلغى 
الموضوعية المطلقة في دراسة الحدث التأريخي الواحد . 


أما الفاسفة التأملية للتأر بح فتنطوى على مشكلات تتعلق 
بالجانب الميتافيزيقي من هذه المشكلات . فالتار يخ » كما عرضه 
المؤرخون من مسحلي الاحداث دون تحليلها 4 بو لف سلسله من 
الاحداث المتعاقبة تكاد تكون منفصلة ودون أن بربط بينها تناغم 
فلسفي . والتأريخ ج الفعلي أو التجربي كما بدعوه البعض لا سير 
غورا وراء حفیقة ا »> ولا تكترث نفسه باستكشاف العقد 
الفکر دة والفلسفبه و راء سباق الحدث التأريخي » كما أنه لا حاول 
ان شت العلا قات العقلیه بين كل حدث وآخر . فلقد رابنا آنهناك 
بعض المدارس الفکربه التی توکد شكها النی‌ائي في موضوعية 
التاریخ وموضوعية فلسفته فهي ترى ان من الاسلم تسجيل سلسلة 
الاحداث بمعزل عن سير اغوارها » وهذا النمط منالفكر الذى بدعو 
الى تسحيل الاحداث دون الاخل تحليلها العقعلي تولف المدارس 
الفكربة التى ترفض أن تكون هناك ابة محاولة ميتافيزيقية لتفسير 
التأربخ بل ترى اکثر من ذلك أن تفسير الحدث لابد آن بقع في هاوية 
الليتافيزيقيا . 


يمد ذلك لنا أن نتساءل : ما الذى يبفيه المؤرخ وما الذى. 
يأمل*في استنتاحه 1 ان التار بح » لاشضك 4 معني أولا وقسل کل 
شىء بدراسة ماضي الانسان منذ أن ظهر على سطح الارض ۰ إن 
التأريخ معني أنضا بتجربة الانسسان © تحربه الاسان اللناطنة 
والظاهرة » انه معني أيضا بدراسة نشاط الانسان من خلال علاقاته. 
مع العالم واستحضار تحربته الكبرى . 

وعلى آبة حال » فمن خلال مسيرة الفكر الفلسفي التأريخي. 
تحددت کثیر من معالم هذا الضرب من الدراسه اذ حاول اه 
ولز » أن سحل الاحداث: التى مرت ت بالانسسان ومحتمعه خلوا من 
ابة مفامرة حقيقية في التفسير »© ولکن محاوله « ولز » هه بقیت وا 
حدود التسحیل الذی و لف نوعا من « الحو لیات » لااکثر ولا آقل . 
فالمؤرخ كما بری « ویلز » ينبفي أن بحدد نفسه في اطار تسحیل. 
الاحداث التي تأكد من و قوعها فعلاء وسردها » وعلى الانسسان أن 
ستهر ص ھاتىك الإ حداث وان ستخلص منها مفز اها ۰ ولكن 
الذين ناقشوا منهج « ویلز » قد رأوا فيه محاولة لكبح أية مغامرة. 
فكرية لتفسير التأريخ » ذلك أن تفسر التأريخ قضیه تفرض نفسها 
على الذهن الانساني وانها مطروحة وبش كل حاد من 
خلال أى حدث تاريخي رة أو متصسیل. 
مع الاحداث الاخری . فالحدث التاريخي الواحد يمكن أن بتأثر 
بالحیط الجضرافي وبالناخ وبدرجات ٠‏ الحرارة وبنسب هطول. 
الامطار وبطبيعة الارض وبدرحات الضغط الحوى وما الى ذلك من 
عوامل حغرافية وطبوغرافية وبشرية » وآن الإحجام عن آخذ هذه. 
القضية بنظر الاعتبار هو اسقاط لكثير من الحقائق التى يعيشها 
الانسان في مجتمعه . وهكذا فان حركة تبسيط التأريخ و فلسفته 
على النحو الذی اخذ به « وبلز » محاولة تبسيط تنتهي بتفاهة. 
الانسان وحركة الانسان » أكثر مما تنتهي بتيسيط حفائق التأريخ. 

من أجل فهمها واستخلاص مضامینها . ان المفكر الالماني « رانكا ». 
برد على محاولات التبسيط التى تنتهي بالحكم بالتفاهة على مسار 
التاریخ الانساني بقوله : « اننا نريد ان نعرف بالضبط ما الذى. 
حدث بالتاريخ » وان تأكيد « رانكا » على تعبير « بالضبط » يعني 
الاقرار بأبعاد متواشجة وممقدة لحركة الانسان في مجتمعه واننا: 
ترید « بالضبط » أن نعلم ماهية حركة الانسان في المجتمع . نريد. 
۳ 


« بالضبط » أن نعرف حوافز حركة التأريخ ووجهة سيره . نريد 
« بالضبط » أن نعلم مفزی حركة التأريخ وغائيته . اثنا نريد 
« بالضبط » أن نعلم احتمالات مسيرة التأريخ الانساني وآفاق 
تطوره . فالتأربخ لیس محرد تأملات في اصل الانسان واصل 
'ألكون كما أنه ليس مجرد تحارب عن النوع الانساني منذ أن بدأات 
'الحياة على الكوكب الارضي . التأريح هو دراسه حركة الانسان 
ونشاطه . وقد کون كتاب « وللز » « خلاصة التأربخ » ماده 
اولية لدراسة آخری ولكن تحدید فهم الانسان للتأريخ بأمشال 
هذه المحاولات هوبتر لكل احتمالات مفامراته في الفكر والفهم 
'والتصور »نتهي بتشوبه حقيقي لمحاولة فهم مسار الانسان وآفاق 
حرکته . 
ولیس ثمة شك » أن التطور العلمي ف العصر الحديث قد ترك 
آثاراً عميقة على فهم التاریخ ومنهجه وفلسفته » ذلك أن معظم 
المؤرخين و فلاسفة التأريخ قد حنحوا الى اعتبار حركة التأريخ 
الافساني ح رکه محتومه یمکن التنيق بما سا » مثلها في ذلك مثل 
النتائج العلمية في العلم الطبيعي . ولقد أسرف البعض الى درجة 
ان اعتسر وا حتمية التار بح الفاء للاراده الانسانية والتدخل الىشرى 
اي صناعة التأريخ وصوغ المصير الانساني . 
فالتصور العلمي يعتمد على نهج منسق ينطوي على حقائق 
عامة ثابتة بمکن التنبوٌ بها وبشكل دقيق واحيانا بشكل مطلق كما 
:فيالمجال الرياضي ودون تدخل أىتحيز منجانبه الارادة الانسانية. 
امن هنا انطلفت بعض المدارس فى دراسة التأريخ معتبر 5 أن 
تايح علم كأى علم من‌العلوم الطبيعية له‌فوانینه الثائتة: والضباطة 
ألم سم , وحول هذه النقطة بالذات 17 حانب» حبر من الصراع 
دی ماري التاربخ قد نقلوا قوانين الطبيعة الى الجتمم 
الانساني نفلا آليا بكل حتميات القوانین ونتانجها دون أن بدخلوا في 
تحسانهم الاراده الانسانية » هذا العنصر الاسم ف حركة الانسان 
وتاريخه . 
نمکن أن تعتیر يدرت ا وس وی یوس a‏ 
أنه بیع منهیچا جلما ی ز ی ؛ ولکنه في جوانبه الاخری 
نمکن السيطره على نتائجه أو البق بها بشكل تهاي . بساك 


۲۵ 7 


فولا مإننشورآ ل « برناردودی فقوتو » بقول : « ان التارسح یکر 
مية ولكنه لابجتمل المصادفاتٍ » ان هنا القول يكشف الى حد 
و ار وجوهره ووسائل فهمه ذلك ان التأريخ » 
حقا » لابخضع الى حتمية مطلقة ؛ كما هي الحال في العالم الطبيعي 
الخاضع لقوانين صارمه نهائیه بمكن التشوق ینتانج تعاملها مع‌البینه» 
ولكنه الو قت ذاتهلا مخضم مصادفات محضه »وذلت بفضل تبجل 
عبصر الاىادة_الانسبانية الدائمة الحضور في حركة تار بح الانسان ءلذا 
فان لفه التعميم ف معالجة امثال هذه القضاا الشدنده التععید 
جقا [به لمست. هناك تبۇ بات نهائية حاسمة في. مجال التأریخ ٠‏ ولکن 
ذلك لا دعني أنه ليسى. يالو سع توقع مسار التأريخ واتحاهه وحمله 
خط سیه ۰ 
من هذه النقطة بالذات بمكن أن نو كد حفيقة هامة » تلك هى 
ان دراسة التاریح ليست فنا من الفنون التى تدرس لذاتها بل هی 
دواصة غائية تفضي بنا إلى تائج هامة في مجال. تصورنا للمشسهد 
الانساني. الاكبر من خلال منظور مه لانسان ۰ وبمعنی آخر آن 
الحاضر والجافر متحقق الحضور في اللستقبل ٠‏ فال موّرخ الذى 
سرس حضارة أمة معينة بوسعه أن سین وجهة الستفیل لتلك 
الحضارة وتلك الامة . وهذا لا يعني أن المؤرخ بهذا العنی سلع حد 
النبوءة المطلقة » ولكنه يستطيع أن بضع نفسه في موضع بمكلنه من 
التنوٌ بوجه الاحداث . هذا من ناحية » ومن ناحية آخضری » ان 
المؤرخ الذى بعکف على تفهم حدث؛ من الاحداث بوسعه ان برجم 
هذا الحدث الى حذور تاريخية أعرق واعمق . بهذا التصور بمکننا 
ان نعرد. حقيقة الصله العضو به بين جميع حلمات التاریج الماضية 
والحاضرة والستقلة . وانطلاقا من هغ التصور وحدنا أن بعض 
ی فلسفة التأريخ تستخدم مصطلح » تار بح المستقيل ) ذلك 
ن للمستفضل تأر ىخا كما للحاضر تأر بخ وللماضى تأر بخ 6 لايل اكثر 
هلا أن التأريخ وحدة متكاملة تمتد من اللحظة الفائتة الى 
آللحظة الراهنة ‏ أن وحدت - متهجة صوب اللحظة القانمة . 


وهكذا ننتمي. إلى الو حدة العضوية. للتأريخ » چم .حرکة 


۳۹ 


الفصل الثالث 


حاويد فى المكر الا كي 


لقد أشرنا الى أن قصة الفكر التأريخي تبدا مع قصه الانسان 
منهج التأربخ بجملة المدارس آلفلسفیه الحدثة التى برزت إثر 
طلائع الثورة الصناعية والمجتمع الحدبت > ويمكن القول بأن من 
أواثل النظربات في الفكر الحديث التى برزت فى العصر الحديث هی 
المدرسة الالمانية في القرن الماضي والتي اخذ بها کرو تشه الابطالي ثم 
استعارها منه عدد من المفكرين البريطانيين في مقدمتهم کو لنفوود © 
والذى بنى تصوراته على أساسها منطلقا في تفسراته علی اساس 
مثالي نكاد كون محضا . وبمكن ابحاز هذا الضرب من الفكر 
واقعي » انه لابلنتهي بتقدم حقائق عامة ولکنه علم شتهي بتو فير 
حقائق فردبه ثابتة . 

ومن خلال دراسة هذا العلم طبقا لنظربات کروتشه 
بصورة فردية » بمعنى ان واقمً تحت ظروف معينة تسم بسمات 
فردبة تميز بها عن غره .ويرى البعض أن هذا النمط من الدراسة 
نطق عليه قول « دبكارت » بأن العلوم تتعامل مع الامک‌انات, 
ولب عم ن ا ا أن« ديكارت » في الفصل الرايغ 
من كتابه « عن المنهج » رر ذك عن العلوم الطبيمية لا من ان 


۳۷ 


التأريخ,#أدراسة حركة الانسان . ولكن ما اورده في فصله هذا 
بنطیق الى حد كبير على دراسة منهج التأريخ ذلك ان في مقدور 
,امرخ أن بدرس ظاهره تأريخية 0 بعدها مو ففا از اءها فیفول 
مثلا : ان بالامکان أن بحدث هذا وان بالامکان الا بحدث ذلك . 
فليس فالتأريخ »طبقا لمدرسةكروتشه وكو لنفوود »علافات شاملة 
بين حداث التأربخ »وانما هناك علاقات خاصة تضط حركةالتأريح 
و في مصيره الى حد كبير . فمن الممكن في رأى كولنفوود 
بالذات أن تب الرء بو فوع حدث من‌الاحداث اذا و فع حدث معين» 
ای بالوسع ان بقرر نتائج حدث ما ولکن ليس بوسعه ان بعطي 
حکما نهائیا على و فوع ذلك الحدث السابق » ولکن هذا العمول 
يوقعنا في « الدور الفاسد » كما يقول المناطقة المرب ‏ . فمن 
هذه النقطة بالذات نجد خلخة في نظرية کولنفوود » ذلك أن هذه 
النظر ه المحزثة للتار بح تنتهي بنا ازج تفر بر أن الاحداث 28 مسم ° 
التار بح تتضصمن احتمالات لا نهانه لحصر ها من خلال هذا « الدور 
الفاسد » »ثم تنتهي‌بنا بعد ذلك الى متاهة من فوضی الاحتمالات. 
ان كولنفوود هنا اراد أن بتخلص من مثالیته ولکنه اخفق ف ذلك 
ووقع في هاوية تخمینات تأريخية لاحصر لها . ثم انه قد اعتمد 
في نظرنته هذه على الحدث الطلق . فالامکانات والاحتمالات تطلق 
حدود الحدث بشكل غر محدود . 


الحقائق الواقعة للاحداث بل بعتمد على ممارسة ذهنية تکاد تکون 
مقطوعة الاصل عن الواقع . وبالرغم من أن هذه الدرسة قد اکدت 
على ان من واجب الورخ أن ستحلی بصفة « التماطف » وذلك بأن, 
تحمل نفسه في موفع الحدث وأن تخاول قدر مستطاعه أن بعايش 
أبطال الحدث من أجل ان ولف تصورا متکاملا عن حركة ذلك 
الحدث و یو اعثه ونهاباته . ولکن مره آخری تقع هذه الدرسه في 
هوة « التخیل » ذات الزالق التی لابکاد بضبطها قانون محکم . 

ان هذه الدرسة من مدارس الفکر التأربخي حظیت في اواخر 
القرن الاضي واوائل القرن العشرين بقبول واسم النطاق »© ولکنها 
في الوقت نفسه لم تمدم من جابهها بالرفض والاستنکار . فمنذ 
۳۸ 


عکون منهج کر وتشه و کو لنفو ود نهانیا في استکشاف حقائق التریخ؟ 
اذن لاذا هنالك ومن بين اتباع هذه المدرسة بالذات من بختلفون 
ي تحديد خصائص الحدث الواحد كما بختلفون فيتحديد نتائجه ؟. 


ومع قيام هذا النمط منالفكر التأريخي نجد نمطا آخر اعتمد 
الاتجاه الوضعي وتبنى منهجه . ونتهي بنا المنهج الوضعي الى 
وحدة العلوم ووحده الحقائق العلمية بامسرها . فالذهب الوضعي 
بری جميع فروع المعرفة تعتمد أساسا على اللاحظه وعلى انعکاس 
الحقائق الموضوعية على الذهن والتثبت منهذه الحقائق في النهابة. 
وهذا الاتحاه هو نقيض الاتحاه المثالي الذى مضى فيه أشواطا 
بعیده کروتشه وکولنفوود والدرسه الالمانية في القرن الاضي على 
العموم . فالنهج الوضعي ستبعد کل عنصر مثالي قي التأريخ وهو 
بری أن سياق التاریخ من حيث المبدا هو سياق أى علم من العلوم 
الطبيعية ؛ وان التارخ شأنه شان العلوم الطبيعية ننطوی على 
حقائق عامة موضوعية ولیست فردة ذاتية » وان ابة حقيقة » في 
نهابة المطاف » في مجال التأريخ » بمكن تعميمها واعتبارها حقبقة 
اشامله . 
ولقد حاول الوضهيون من أتباع « آوفست كومت » في مجال 
ات خ وضع التاریخ علی مستوی علمي وضمي » وان هذه المجاولة 
ومع ا الفهم الوضعي للتار بخ انتهی النهج التاريخي من ابدی 
الوضعيين الى جعله فرعا تطبيقيا في الحال العلمي » شأنه في ذلك 
شأن الهندسه اليكانيكية مثلا. . وهکذا ومرة اخرى نحد أن هذا 
النمط من الفكر التاريخي يبعد هو الاخر عن صوغ منهج للتاربخ 
شهم حر که التار نج و حر که الاراده الانسانية مدخلا في حسانه حرية 
الانسان وقدرته على صوغ مصیره . 
بعد تعثر هاتين الدرستین كان السوّال ملحا عنامكانية بزوغ 
مدارس للفكر التأريخي جدیده جديرة بفهم الحدث التأريخي مع 
ادخال عنصر الارادة الانسانية الحرة فيها . 
فمع نهاية المدرسة الالمانية بمعناها الاوسع والاعم وبشيكلها 
1 
۲٩ 5‏ 


التطور,علی بدى « كروتشه » ونهابة المدرسة الوضعية على بدى 
اتباع" « اوفست کومت » كان الطریق مفتوحا لاحتمالات جديدة في 
هذا الحال . 


9۶ 23 % 

ان معضلة الارادة الحرة أو حرية الانسان في صوغ حياته 
وبحب عراس a‏ الاساسية التى جابهت الفلاسفة والمفكربن 
والفکرن ع الكهنة في مصر القديمة كما تناولتها الادبيات» الموروثة في 
بلاد مابين النهربن > كما تناولها فلاسفه. البونان بعد ذلك » وقد 
وضعت حربه الانسان ازاء مسوولیه الاسساآن . فان « ابه ح رکه 
بعوم بها الانسان سواء أكانت مادية تتحدد في حسده أم معئورنة 
تتحدد من خلال مواقفه » ألما تحمل الانسان مسو‌ولیتها وحده ۰ 
و لقد تأكدت على مر العصور معادلة صعبة بين حررنة الانسان 
ومسوولیته » الا أن ارسطو قد حاول ان بحل بهذه المادله وان 
بوسع بين حيز حرية الانسان على حساب مسؤليته » مدخلا في 
حسابه الظروف التى يعيشها الانسان والتى تعمل على تخفيف 
درجة مسؤوليته © ثم إن ارسطو قد اوشك أن بلغي الفاء كاملا 
معضله الحتمية في النشاط الانساني وعزا الحتمية المطلقة في الكون 
لحركة الکواکب وحدها » منطلقا في هذا من أن حركة الکواکب 
محتومة ومحكومة حكما مطلقا بقوانينها » فهى غير مسوولة عن هله 
الحر کة على الاطلاق ما الانسان فهو بتمتع بحرية نسبية واننسبة 
هذه الحر بة تخفف ؛ من خلال الظروف » كثيرا من مسوولیاتنه 
ولکنها لا تلفیها . 

هذه النقطة الرکزبة فى فلسفة ارسطو قد اثرت تأثيرا عمیقا 
علی الفکر الانساني مدی آحیال طولة وما زالت آثارها قائمة 
ورمزها القائم هو صراع « برومیئوس » مع الآلهة وهو مصفد على 
صياصي جبال القفقاس . ان « بروميثوس » هذا قد غدا رهزا 
للصراع الانساني الابدی من أجل التخلص من الاصفاد التى کملتها 
بال راسي ۹ ۱ 


067 


على كاهل تلك الروح التى تختار هی وحدها مصي‌ها وأعفي الآلهة 
من آنة مسو ولية اعفاء كاملا . هاتان النقطتان المركزيتان في فلسفة 
مشهوده على مر العصور ف جميع الفلسفات والمدارس الفکرت 4 
حتی يومنا هذا . 

وما إنبدا آباء الكنيسة الاول في بحث مسألة الحر بة 
معادلة مصوغه معدلة لتحديد حر له ET‏ بت هزور . آن الله 
مبدع الكون بأسره .انه مبدع حركة الاحرام الکبری وحر که الاحرام 
الصفرى . العالم الأصفر والعالم الاكبر من فيض الاراده الالهية » 
ولكن الانسان مخير خیارا نسبياً £ أعماله ونسبية الخيار تقابلهما 
نسبية المسؤولية . 

هذه المعادلة اللاهوتية المسيحية قد حلت جزءاً كرا من هذه 
العضلة الشائكة المعقدة » وهی مجمل النظرة اللاهوتية ف الد سن 
المسيحي وعند المتكلمة المسلمين مع تبان واختلاف المدارس 
والانظمة الفلسسفية العد نده اتی شهدتها العمصور . 

ثم بدأت هذه العادله تتحول على أبدى الفلاسفة المتأخرين . 
فقد عانی دكارت الكثير من هذه المعضلة من خلال النظرة الثنائية 
التى بدأها في فلسفته . فديكارت قد عزل العالم ال ميكانيكي عن 
الحركة الانسانية المسؤٌولة والفی الحرية المطلقة للانسان الغاء كاملا 
باعتبار انالانسان محكوم بقوانين ونواميس طبيعية تحدد امكانيات 
الخيار » ذلك أن !اسان ليس بمقدوره أن بختار خيارا مطلقا بلا 
حدود ف العالم المادى الذى بحياه » وان تدخل الانسان فى العالم 
المادى ‏ طقا لد کارت - محدد ومضیق عليه الخناق بفعلالقو ان 
والنوامیس المادية الطبيعية . ولقد اثر دکارت تاثرا كرا ف 
الفلاسفة والمؤرخين وفلاسفة التأريخ من بعده وما زالت آثاره 
قائمة في كثير من ملامح الفكر المعاصر » وان لم تنسب اليه . 

4 تقدم العلم الطبيعي والفلسفة الرياضية دخلت الحتمية ر 
وحربة الاراده الا سانبة مرحلة حد ند ه . فلفك و ضعت الحدود 
والفواصل القاطعة بين الحتمية ؛ بمعناها الفيزبقي » وبين e‏ 


۳۱ ٠1 


»بمعناها"آلانساني »فقد أعطيت حرية الارادة الانسانية بعداجديدا 
فاعلا” ومؤثرا في المجتمع الانساني وفي غزو الإرادة الإنسانية الدائب 
.للغالم الخارجي . 

هذا البعد الحديد خلقته الفواصل الحادة والواضحة سين 
نواميس الطبيعة وبين نواميس الانسان باعتباره جزءا من المجتمع 
الانساني بعلو على العالم الفيزيقي بقوانینه ونواميسه وانكان جزءآ 
من الكون ومن حياة الكون بمعناها الزمني المحدد . 

هذا الطور' الجديد من أطوار الوازنه بين الحربه الانسانية » 
أي الخيار الانساني وبين السوولية والجزاء هي في الحقيقة ثورة 
بداها الملم الطبيعي على دی « لابلاس » و« كوبرنيكوس » © 
فهي وره علماء الطبيعة ¢ الثوره اللابلاسية الکو بر تیکو سمية قبل أن 
تكون ثورة الفلاسفة والمفكرين . 


۳ 


الفصل الرابع 


بعد هذا العرض الذى تناولنا فيه الحوانب الشانکه من الفكر 
تو نبي نجد أنتويلبي قد بدأ من حيث انتهى الاخرون» كما أن صميم 
منهحه و تصور ه التأريخي بتصل بجذور عميقة الغور مع كل 
شىء من ذلك آلاستیماب الذهل لنظردات كل مهن سبقه ثم احاطته 
الشاملة التی تبلغ احیانا حد الخوارق في الفکر الانساني » ولکن 
الأصالة هنا لاتعني رفضا مطلقا لجهود الاخرین على هذا الطريق . 

لمد حاء تو نبي وکان الفکر الفلسفي التار بخي قد انعم الى 
خطين رئيسيين هما : 


. الفكر الفلسفي التأربخي التأملي‎ ١ 
. الفكر الفلسفي التأربخي النقدي‎  ؟‎ 


و لقد أشرنا 3 هذا الانفستام فى الفكر الفلسفى التأريخى 
ثم علینا هنا أن نتسا ل ۰ الى ای من النمطین بنتمي فكر الفکر 
الفلسفى التأربخي eT‏ 

إن الجواب عن هذا عسير حدا » ذلك أن فكر توينبي متداخل 
وشانك 4 فهو وان كان فد آقام منهجا واضحا في فلسفه التاریح 4 


أن تصوره ا نملو ه * تو شي أحيانا بافتراضات غيبية نكون 
صدمات مفاحنه ٤‏ سياق منهحه . 003 
رو 


۲۳ ۰ 


ای 
“e‏ 
1 %# ين نا 
من 2 و فا فته 2 

.ان نقطة البداية في فكرة توينبي هي أن کل جزئية من جزئیات 
التأريخ لايمكن أن تؤخذ بممزل عن حملة سياف التاریخ كهه . فليس 
الامم يمكن أن بفهم بعیداً عن مجرى التاریخ وسياقه » ولا بمکن آن 


ی د التاريخي E‏ و کم او اجب ی 


وبضرب توينبي مثلا لذ لك ۵ تریخبربطانی ویتسامل هلباارسم 
أن يفهم تأر یج الامة البرطانیة فهما صحيحا بمعزل عن سياف 
التار بخ العام * . 
- ان ای باه مری نجلة می اقضایا اساسس في 
السابع عشر والكشوف ای وتنامی التحارة العالمية ات 
ممتلكات في المناطق الاستوائية!ا وتكون حماعات تتحدث باللفة. 
الانکلیز دة فما وراء السحار 1 و ذلك شناد الربع الثالت من الصرن. 
البطولة الوثنية الى الدين المسيحي في اواخر القرن السادس . 

ولرى تو رشبي ما ا ا ار الجر و رد نحملة. 
من‌الصلات العد دة خلال حر که التار بخ و سبافه » و د بنتهي إلىالقول. 
بأنه لا التار بخ الفو مي البر بطاني ولا غيره من تواربح والشعوب 
و الحضارات نمکن ان قوم كحقيقة توضح نفسها نها » وان, 


۳ 


التجربة التأريخية تفنيها وتشارك فيها عناصر تأربخية عديدة تؤثر 
في أحزانها المختلفة وتشكل معضلاتها وتحل هذه المعضلات أيضا 
من خلال مسلك تأر بخي شد ند التشهفب: والتشايكت , 

ثم انه يغرب مثلا آخر نشوء المدن اليونانية القديمة الستقلة 
في الفترة الواتعة ما بين ۷۲۵ ب ۳۲۵ قبل الميلاد . 

حقد واحهت هذه الدن - الدوبلات مشكلة ضبق رتعة 
الارض وزراعتها . هذه الشكلة لابمكن ان تفهم فهما سلیما الا من 
خلال متابعة الوسائل التی استطاعت بها كل مدشه من هاتيك 
الدن أن تحل بها تلك المشكلة بمواحههتها الذاتية . وهنا ذهب 
تو نبي الى أن مدينتي « ثورانثيا » و « خاليسيس » فد واجهتا هذه 
العضله بالتخلص-مى_فائض السكان بامتلاك اراضي جدیده في 
جنوب أيطاليا وطراقيا . وكان هذا الرفض هوبداية توسع الجتمع 
الهيليني حفرافیاً . اما اسيرطة فقد حلت المشكلة بمواجهة جيرانها 
بحروب متكررة فقدمت حلولا عسكرية انتهت بتوسع في رقمة 
الأرض على حساب جررانها . أما أثينا فقد اتجهت الى تصنيع 
مزروعانها والسدء بتصد بر ها 6 فد اخدت بوسيلة الانتکار 
۲ قتصادی .. 

وهكذا نحد أن دراسة هذه الشريحة التأريخية لابمكن أن 
تم فهمها الا باستخلاص العلل التأريخية من خلال دراسة مغزى 
الانتقالات الاجتماعية التى تمت في هذه البقعة من الارض وف فترة 
محد وده من التار بح ۰ 

وهکذا يؤكد توينبي أن الجزء لابمكن أن بفهم الا بدراسة الكل 
واخضاعه لعملية تركيز تستوعب جوانب كل الجزئیات في اطول 
سياق تأريخي ممكن وأوسعه . 

وبنتهي تونبي بعد ذلك الى نقربر وحدات من الجماعات أو 
المحتمعات التي شهدها عالنا الیو م نمعناها ان الى حل کنر اه 
فهناك ف عالمنا اليوم المحتمعات الاربع التالىة : 


۳ المحتمم ع المسيحي الارئوذوکسی في جنوب شرق اوربا وآسيا . 
ي المجتمع الاسلامي في النطقة المتدة من الحیط الاطلسي حتی 


سور الصين العظیم . 
ي الجتمع الهندوكي في الجزء الاستواثي الهندي . و 
o *‏ 


بي الجتمع الشرقي الاقصی في المنطقنين شبه الاستوائلية 


هذا بالاضافة الى وحود محتمعات بدعوها توشی بالمحتمعاته 
الملتحجرة » كالمجموعات اليهودسة في « الغيتو » ومجموعة 
المبنو فستيين الموؤمنين بلاهوتبة المسسيح مع رفض فکر ه التحسد 4 
والشئن ٤‏ أرمينيا والحشه 4 وكذلك المجتمع النسطوري في حزر 
مالبار هذا بالاضافة الى الجتمع الجوسي . 
اما المجموعة الثانية فهى محموعة الوذيين القاطنين في سميلان 
وبورما وسيام وكمبوديا واتباع العقيدة الداشية الومنن بثنائية 
الروح والحسد في الحيوان والانسان . 
وبق كد تويئبي لدى الاقدام على دراسة من‌مثل هذا المستوى 
الاخذ بضربين اساسیین في دراسة العلاقات للمجتمع الواحد : 
© العُلآثات القائمة بين افراد المجتمع الواحد » 
© والعلاقات بين المجتمع الواحد والمحتمعات الاخرى . 
ثم برى انه بالرغم من أن مثل هذه الوسيلة تلقي اضواء كاشفة لدى 
دراستنا أى محتمم من المجتمعات الا أن استکناه مستقيل أى 
مجتمع منها سیر جدا ولا يمكن القطع فيه برای نهائي واحد . 
ومثال ذلك أن دراسة المجتمع الفربي شتضینا الرجوع » على 
الاقل » الى بدابة نشوثه عند اقتسام ممتلكات « شرئان » بين 
حفدته الثلاثه بعد وفاته بمو حب معاهده ( فردون ( وثشوب اللامح 
الاساسية في الامبراطورية الرومانية المقدسة . وعند المضي في 
دراسه کهده سنحل أن الامر عتضينا أنضاً العو ده الى ص اعات 
روما واندفاعها باتحاه الشمال الغربي » الى ماوراء حبال الالب ثم 
صراعها مع البرابرةفي الجنوب والفرب » وبعد ذلك ستجد أن 
سوالا مثيرآ بطرح نفسه هو : لاذا اندفع البرابرة مخترقین تخوم 
الامبراطور بة الرومانية القديمة ؟ ثم لاذا انصاعوا بعد ذلك لعقيدة 
الكنيسة المسيحية ؟ . 
هناك تفسیران اساسیان لهذه الفلاهره التى كانته الحصر 
الاساس في بناء معالم الامبراطورية الرومانية المقدسة بعد ذلك : 
التفسير الاول يذهب الى أن الرقیق الذي دخل الارض الرومانية 
۳۹ 


قل اتاح فرصة تأر دخية لدخول العقاند الشرقية وف مقدمته ٩‏ 
المسيحية . والتفسر الآخر روحي ذهب الى أن العقيدذة المسيحية 
الو بعادت بخلا ص جميع المعذبين ف الارض قد استقلها جميع الار قاء 
الفاملین في اقسى الظر وف داخل حدود الاسراطورية الرومانی4 
القديمة فوجدوا ف الکسسه السیحهة منیع الخلاص ۰ 


| نحد وی شاكا بين الست التاريخي الروماي 
ف ٠‏ العاله Ee‏ بالنسة لهذه الامير اطو ون ومخلوقات فى عالم 
علوی . العالم السفلي هو الیرولیتاربا ‏ الداخلية والعالم الماوی 
البرولیتاربا ۱ ٠‏ والبرولستاريا الداخلة في مصطلح توينبي 


او ستخلص تو شي من مراحعته لهذه الفترة التأرىخية » آن 
المجتمع الفربي المسيحي مندمج بنقاط تماس تأربخية متعدده مع 
المجتمع الهيليني. وهكذا قامت الامبراطورية الرومانیه لتضمالمجمع 
الغربي وحضارته . فالمجتمع الفر بي السيحي الروماني فداستوعب 
الحضارة التي توقفت عن النمو والابداع والابتكار مع بداسة 
« الحروب: الفونية » التي شنها القاند القرطاحي « هانيبال » 
على روما » فبدات البروليتاريا الداخلية حركة ابداع حضارى. 
حديدة . 


ولكن هناك بعض النقاط التى لیس بوسع توبنبي أن بجيبه 

عنها خلال تتعه لهذا السیاق وأخذه بهذا النهج » هي تفس ر 

« الفحوات الفراغية » ی بعض الحضارات . ومثال ذلك الحتمع 

السيحي الغر ی ي الروماني فد انتج حضار ته الخاصه به » والكنيسةر 

الممسيحية ر کن اس من أركان الابداع الحضارى لهذا الجتمع,» 

غير أن الامبر اطوربة الرومانية القدیمة قدانهارت واندثرت قیزاتها 
و6 


د بانع 


الجا اه أنالكتيسة المسيحيةالفر بية الرومانية فد بعيت تشع 
اشماقاً حضار با متا لما فتره طو بله من الز من دون الإعتماد عى 
تفاسك الجتمع الفربي السيحي الرومابي ۰ وبحاول تو بسي هنا آن 
بضع تفسسيرآ ليذه الفحوات الفراغية فيذهبه الت القول بأن ولاء 
البروليتاريا الي المجتمع العر بي وی الروماني لم 0 
و هذا الو لاء هو الذی ادی الی تدفق هحرات هائلة الى تلك الق 
من الارض من‌الحر مان ومن غابات أورنا الشرقية ومن ع قبائل الهون 

.من سهوب اوراس ومن العرب تدفق ار ا 0 الوندال 
والتى انتهت يبزوغ فجر القرة المصربية وبعض القبسائل کالقوط 
الشم قیین الذين لم ستطيعوا ان يحققوا فترة حضارية في هذه 
الفترة الزمنية من التاريخ . وهكذا تخلف من هذا الصراع المرير 
انحلال شامل وهجرات متعاقبة وكلها تؤكدان جميع محاولات أقامة 
السصية القدرمة الرؤهانية الغرية شيت فى الشاهد العضاري 
فى تلك الفترة من الزمن . 

ولكن توبنبي لا بهمل اة جزئیه من جزئیات التاريخ » فهو وان 
الرومانية القديمة الا انهم كانوا النسور التى اكلت الجسد المتعفن 
التلك الامبراطورية المهترئة التي حكم عليها بالاندثار . 

وستخلص توینبی من استعراضه لهذه اللوحة التارخيسة 
لو اسعة ان هناك عملیتین آساسیتین قامتا بين الجتمعین الهيليني 
والعربي الروماني هما عملیتا « التبني » و « التولد » وهمسده 
الصلة بين هذبن الجتمعین من خلال هاتين العملیتین هی التي 
اعطت اللامح التهائیه للمحتمع الغربي الحديث . 


:الاورنوذوكسي والحتمع السيحي الفربي فقدکان ق‌بداته انشقاقا 


۳۸ 


قيام الكنيسة المسيحية الغربية الرومانية على اساس من السلطة 
النابوية » بيلما اصبحت الكنيسة الأرثوذوكسية حزءاً من السلطة 
البيزنطية . 7 
ثم ننتقل تو نسي الی دراسة المجتمع باإلأسازمي والمجتسيع 
السوري » فهو ذهب الى أن شام الا لامي نظام ديني عاللي تعوم, 
الدو ل۵: على. آساینه 4 ولقد أخرج نے النظام الد ني العالملي أو 
الدنیوی محتمعین اسلامیین هما الحتمع العر بي یت الابراني 
ورى أن هناك مشابه بين ھا المجتمع دالیم الارتوذوکسی 
والحتمع الذی نامه حکم الماليك ٤‏ القاهره ف الفرن الثالث عشر 
بذكرنا بالامبراطورية الرومانية البيزنطية في الق طنطينية ایام 
الامبراطور « لاوون السورى » . وكان نظام المماليك المصرى أعمق. 
تأثيرا وأرحب ف الشهد التر يخي من أمبراطورية » تيمورلنك (“ 
مثلا التى قامت على الارض المجاورة للمجتمع العربي والتى يسميها 
توشي بالمنطقة الايرانية باوسع‌معنی حضاری »ذلك أن حكم المماليك. 
في القاهره قد امتد من حيث احله التار ربخي ومن حيث سلعة 
تأثيراته بحي ثاتضحت معالمهالسنياسة على نحو أكثر مما استطاعت‌ان. 
تحققه امبر اطور بة تيمورلنك التي تشبه فى قصر عمرها وضآلة 
تاثیره) امبراطوربةشرلان فی‌الفرب .هذا من‌ناحية ومن‌ناحیةاخری» 
ان الحکم العباسي سغداد قد خلق نوعا من الحضاره لفه أصلية. 
هی اللغة العربیه » بینما لم تستطع امبراطور به تیمور لك ان‌تعرب. 
عن نفسها الا من خلال الاستمانة بلفة الحضارة العربية الاسلامية. 
ای اللفة العربية . وهذا شبه الى حد کنر استمانة اللفه اللاتينية 
باللغه اليونانية التی آلفناها في عمليتي « التيني » و « التولد ». 
بينالحضاره المسيحية الفرییه والحضاره المسيحيةالارثوذوكسية. 
ومن ناحية اخرى نحد أن الاحداث العنيفة التى شهدتها السلطة. 
العباسية في بفداد تشه الى حد كبر مرحلة الاضطرابات التسی, 
شهدها العصر الهيلينى في اخربات عمره . 

وشير تو لبي الى مش ابه اخری دين هاتن الفتر من 
التار نخیتین » فیو كد أن الفتح العربي الاسلامي هو على تشابه مر 
غزوات الاسكندر الاكبر الا انه هو الابقاع التأريخي المضا للغزوايت 
الاسکندر بهة 5 0 


۹9 


32 


۲۹ 


وب استعراض المشهد التأريخي الحافل بالاحداث في هذا 
المجيمع بحاول تو شبي أن بر جع هذا الملجتمع العربي الى ألا فه 4 
فهو بلغي الىحد كبر أثر الروح العجسكربة التى خلفتها امبراطورية 
"شور في تكوين ملامح هذا المجتمع > ولكنه بؤكد حفيقة ادخال 
اللغة الآرامية وأبحدتتها مكان اللهّة الأكدية والخط المسمارى . 
واللفه الآرامية وحروفها قد بقيت بعد انتهاء العصر الاشوري وبعد 
انقضاء أجل امبراطورية « بختنصر » . آما الفرس الأخيمانيون 
فعندما حاولوا ان بعربوا عن حضارتهم لم لحدوا سوى الخط 
المسمارى اول الامر والآرامي بعد ذلك » وبقى بعد ذلك الخط 
الارامى هو وسيلة الاعراب عن ثقافتهم . 

والعنصر الآرامي وهونفسه السوري »من الوجهه الحضارية» 
كان اعمق اثرا من حيث نتائجه الثقافية وتائراته الروحية من 
العنصر الابراني الذي كان من‌المکن آن‌ندثر و يختفي اثره التار بخي 
لولا الاستمانة بالخط السومری واللفة الارامية . ثم ان الجتمم 
السوری هو الذی کشف الأبحدية وهو الذی کشف الامتدادات 
الجفرافية في البقعة العربية الترامية حتی الحیط الاطلسي غربا 
والحیط الهندي شرقا . 

ولکن توشی و كد »© بعد استعراضه هذا » على أن الحضاره 
العربية الاسلامية كانت ذات قوة ابداعية ذاتية لم تكن غرسسة 
عن مجتمعه » بل اکثر من ذلك ان اليهودية والمسيحية النسطوربة 
قد استمانتا بمناصر الثقافة السورية النابعة من الجتمم العربي 
او احهة التاثرات الحضاربة الهيلينية » وبهذا العنی كان من المکن 
آن. تندثر اليهودية. والنسطورية لولا الاستعانة بالعنصر السوری في 

فالجتمع السوری في الحقيقة هو الاب الحضاری لكل هذه 
:المقعة الحضاربه الشاسعة ٠‏ وستخدم تويئبي هنا تعبير الحتمع 
السوری « بأوسع معانيه الحضارية والحفرافية » . 


أما المجتمع السندى فقد درسه تو دشي ووصع احتمالات 
ألو حود حضارات عر بقة سابقة عليه . و قد ناش هد[ المجتمع من 
خلال عملية الاخذ والعطاء التی تمت على البقعة الحفرافية انس 


{+ 


لقد نشأت امبراطورية جوبتاس حوالي ۳۷۵ - ۷۵)م واخذته» 
بالدین الهندوسي » وطردت البوذية طرداً كاد أن کون كاملا » ولكن, 
لمبراطورية خوحانن قد تفرضت هي الاخری لاندفاعات وهحرات. 
هانله من سل الهون التحدره ۰ من السهوب الاوراسبه 4 ودانهیار 
امبراطورية المقدونيين قام الجتمة الهندی الحديد . 

واذا ماتوغلنا في التارسخ نجد أن قبل ذلك كانت غزوة 
« دمتروس » اليوناني حوالي عام ۱۸۲ ق.م وقبل ذلك قامت. 
امبراطورية « مورياس » التي أقامها « تثاهندرا جوبتا » عام ۲۲۳ 
ق.م والتی اشتهر فيها الملك « أسوكا » وقد انهارت امام غزوه 
« بوشيابترا » عام ١45‏ ق.م . وبعدهذه الفترة نتبينمعالم مجتمع. 
مضطرب مليىء بالقلاقل والحروب والصراع ومن ابرز معالم هذا 
العصر هو ظهور « غوتاما بوذا » . 


ماعدا « اسفار الفيدا » تمطینا ملامح عصر بطولة غير را المعالم . 


آما المجتمع الصيني فقد نافشه توشي ذاها الى أن الدولة. 
العالمية الدنيوية قد قامت مع قيام أسرتي « انيسن » و« هام » عام 
0١‏ ق.ءم وقيام امبراطوربة آخذت بمذهب « الهايانا » » وهو 
مذهب من مذاهب البوذبه نشا في الصین ۰ و نذهب تو ينبي أن هذا 
الجتمع الذی نشأ على هذا النحو هو الحدول الذی تفرعت عله 
الجتمعات في الشرق الاقصی بأسرها . 

وبتبين توينبي ملامح صلة بين حضارة هذاالجتمم والحضارة. 
الهيلينية » كما يشر الى أن الادیء الاخلاقية التى حاء بها 
« کونفوشیوس » هی فلسفه اخلاقية عملية تذكرنا بالفلسفة. 
الرواقية» كما آن التصوف الدنیوی الأخلاقي الذي حاء به «لاوتسو» 
قد كانت هى والكونفوشيسية دليلا على قيام حضارة سابقة على. 
نشوء ذلك المجتمع الصيني ٠‏ 

وبشير توينبي الى أن بعض ملامح فلسفة «لاوتسو » تذكرناار 
برحله السيحي في قصة بانيان الشهمرهة » رحلة الحاج (( التى بعري 
فيها کرستیان من مدنة الدمار والهلاك صوب الدنة السماونة ۲ 


a 


d4 


0 


وتری توبنبي أن مذهب « الهابانا » شبه من بعض أوجهه 
اليين السيحي من حيث أن الهادانا مذهپ من مذاهب البوذبه وقد 
الل الصين من الهند كما أن الكنيسة الغربية وفدت الى أوربا من 
الشری . 

وستخلص توينبي ان المنطقة التى برویها النهر الاصفر هی 
المنطقة الاصيلة التي تکونت فیها حضارة الحتمع الصيني ومنها 
انتشرت وانطلفت الى جميع آرحاء الصبن » ثم هي التي اثرت في 
خلق مجتمعات الشرف الاقصى ٠‏ 

أما المجموعات البشرية المتحجرة بقايا المجتمعات السالفة فهم » 
بحب اسب تاحات و ي البهوة ولا ون والتيباطرة 
والمونوفستيون وهم من بقابا رد فعل المجتمع السورى ازاء 
التحديات الحضارية الهيلينية . هذا بالنسبة للمجتمع السورى 
آما المجتمع السندی فقد خلف فيه بعض المجتمعات البشرية غير 


المتحجرة في مقدمتها الجابتون وبعض مذاهب الهناينا في سيلان 
وبورما وكمبوديا التى تحجرت قبل الفزو الهيليني لشبه الفاره 
«الهندية . 

وهناك مجتمع آخر بشير اليه توينبي هو مجتمع « مینوس » 
او الجتمع الينوي الذي نشا عقب بزوغ الامبراطورية البحربة 
التي سیطرت على بحر ابجة واتخذت قاعدتها جزيرة کرت . وقد 
کشف عن آثار هذه الحضاره في « کمنوسس » « وقابتوس » . 
.وقد جابهت هذه الحضارة تحدبات الهجراته الكثيفة التى قام بها 
البرابرة الآخيون من أواسط اوربا وحطموا قوة كربت البحرية 
وضربوا قصورها فتدفق طوفان من هجرات بشرية هائلة اكتسح 
'أمبراطورية الحيثيين في الاناضول ؛ ولکنه لم ستطع تحدي 
الامبراطورية الحديثة في مصر . 

وهنا تقع فترة فراغ اخرى لم بتبینها التأريخ هی الفترة 
الممتدة بين ۱۲۲۵ - ۱۱۲۵ ق.م . 

اما اثر الحضارة الينوية أو حضارة كربت البحربة فواضم 
من خلال تفاعل هذه الحضارة مع حضارات بحر ابجه والحضارة 
الهيليئية . وبرجح توشي هنا أن تكون في هذه المنطقة البحرسة 
حضارة أو حضارات سابقة قد تمتد اصولها الى القرن الحجري 


{۴ 


الحديث » لم يكتشف النقاب عنها بعد . 
- ولكن ماهي صلة المجتمع الینوی بالمجتمع الهيليني 3 ان‌الشبه 

الرئيسي هنا هو ان البروليتاريا الداخلية ف المجتمع القدم هى 
التي اقامت الروابط الاجتماعیة» ومما فرضته البرولیتاریا الداخلية 
هو شکل الجتمع وعلاقاته . ویمکن تتبع ملامج ذلك في ملحمتي. 
هومیروس الالياذة والاودیسا » حيث ان الآلهة الهوميرية هی صوره 
من البرابرة الذین انقضوا بسیول جائحه على الجتمع الینوی > 
كما أن هناك مشابه بل تزاوحا بين الاساطر الكرشية المينوره 
والاساطیر الهيلينية » بما فى ذلك رب الأرباب في هذه الاساطير 
( زوس » ( أو حوبتر 4 

ويتساءل توشي هنا » عن ماهية الطقوس السربه في الیونان, 
القديمة » وهل هي من بقايا دين لجتمع قدیم مندثر ؟ 

لو ان قبائل الفایکنغ النوردية لم تهتد الى الدين المسيحي 
لىفيت طقوسها أسيرة عقیدتها : عقيدة عاده « طور » و« اودن » 
و« بلدر » وکان هذا المجتمع سیظل متمسکا بعقیدته هذه الى أن 
سحث من خلال حوعه الروحي عن عفد ه اخری . کذ لت فأن 
التأريح الديني للمجتمع الهيليني هو انعاث التمسك بالطقوس. 
الدينية العتيقة المسماة بالشعائر والطقوس الاروسية السرية 
والعقيدة الاورفية »)وقد استطاعت هذهالطقوس والشعائر ا نتشبع 
الجوع الروحي للمجتمع الهيليني فترة من‌الزمن »باعتبار انهاسدت 
جانبا من التساؤلات الاخروية لهذا المجتمع . ولكن هذه الشعائر 
والطقوس ليست لها اية صلة بالطقوس والشعائر المينوية 4 
لذا فيبدو طبقا لتحليل تو ينبي انالمجتمع الهيليني لم دكن في حضارته 
الروحية وطقوسه وشعائره ابنا أو حفيدا للمجتمع المينوي رغم. 
هذا التشابه الموروث . 

آما بالنسبة للمجتمع السورى فان دبانته وعقائده العالمية. 
وتحرك هجراته واتجاهاته تشير الى صلة ما » ولو انها عريفة جا 
بينه وبين المجتمع المينوى الكربتي . فالطو فان البشرى الهانل. 
الذى انحدر من أواسط أوربا وارتد عند اسوار الحضارة الصرنة. 
قد تشتت في بحر ایجه وفي كريت . 

ولدى مناقشة توينبي للمجتمع السومري يرى أن الآربين قد 
دحلو | أول مره الى شه المار ه الهند به من السهوب الاوراميئية 

58 


4۲ 


لالعليا ا را منأواسط هذه السهوب وانتشروا في شسبهالقارة 
المندة حاملین معهم لعتهم وطقو سهم ) متخ ین نفس السالك التي 
,اتخذها من بعدهم الغزاة من أمثال محمود الغزنوي في الفرن الحادی 
عشر الميلادى ونابر مو سس الامبراطورية المغولية في القرن السادس 
عشر الميلادى . أماسيب هذا الانتشار الآري عم المنطقة فهو تشتت 
الامبراطورية التى انشأها حمورابي والتي سيطرت سيطرة تكاد 
تكو نكاملة على النطقة بأسرها . واما الحفائر الحديثة فلم تشر بصفة 
حقيقة الى انتشار الحضارة السومرية في الهند التى تسبق قيام 
امبراطورية حمورابي ولكن اللامح الحضارية تكد بان الثقافة 
الهندية القديمة قد تاثرت الى حد بعید بالثقافة السومرية 
العراقية القديمة . لهذا ينتهي توبنبي إلى تسمية هذه المنطقة 
بأسرها بأسم المجتمع السومری القديم . 


أماعقب المجتمع السومرى القدم ء ویمدان نضحت الحضاره 
السومرية ف امتداداتها الى الجانب الشسرقي فيمكن القول بقيام 
الجتمع الحيثي الذى بعتبره توينبي امتدادا ثقافيا للمجتمع 
السومری القد بم ٠‏ 

ثم ان توينبي يناقش الجتمع الصري الذي انبثق في صعيد 
مصر خلال الالف الرابعة قبل اليلاد » ولم يندثر الا في نهاية القرن 
الخامس الميلادى تقرباً . ويرى توشي أن الغريب فى هذا المجتمع 
أن ليست له آناء ولا أحداد . فقد انثق انسثاقا غرسا وانتسی 
دون أن يخلف ذرية حضارية . ولاشك في استمرار حضارة هذا 
المجتمع بدليل ماتركته هذه الحضارة من آثار لاخلاف بشأنها الآن. 
والغر نب آنضا أن هذه الحضاره التي استمرت قرابة أربعة آلاف 
عام » قد بقیت ما شرب من الفي عام في ذروه ازدهارها » ثم اصابها 
العجز وتسربت إليها عوامل الانحلال » ولكنها ظلت تصار ع 
عوامل التفسخ والاندثار » قرابه الفي عام آنضا . ولقد تحصدت 
.هذه الحضار ه صعو بات السيطرة على! لسيثة الطبيعية في مستئقمات 
القصبه والغاب فى صعيد مصر العليا . اما الدين الذى آخذ به هذا 
المجتمع فهو دن الأكلية الحاكمة 2 مصر © والدین القد بم هو الذی 
ملا الفحوات التأريخية خلال هذه الفترة الطوبلة من الحمب 


{€ 


الاتطار فهى صلة العقيدة الاوزيريسية . على أن هذه العقيدة لم 
تنبع من الجذر الاصیل لحضارة مصر القديمة في مصر العليا » وانما 
تمت في دلتا النیل . فهي مرتبطة بالتار بخ السياسي القدم © 
وتمثل هذه غصناً مستقیما ساذجا لاشچرة منيفة تتشابك فیها 
الاغصان وتمتد فیها الحذور الى آغوار آلارض ٠‏ 
% % مود 
يعالج توشي بعد استعراضه للحضارات الواحده والعشرين 
التی احصاها »منذ آن‌بدات الحضارة الانسانية حتى اليوم »معضلة 
التحولات الجوهرية ف المجتمعات البدائیه والحضارات . فهو 
بری أن تحول المجتمع البدائي الى حضارة ذات سمات محدده »2 
هو انتفاله من جاله الركود 7 الحر کة الد يناميكية » وهذا الانتهال 
منالركود الىالحركة الد ناميكية بقرره توي غلئ آنه قانون ثابت» 
حركة الحتمعات ی وهو الذى شرر الفصام 
البر و لیتار با با الداخلية من الاقلیات الحاکمة > يعد أن تفقد هذه 
الاقليات قدره الاتکار والابداع > فتظل الاقلية الحاکمة السیطره 
في حالة ركود تتخلف فيه عن محری الز من وتنطلق السرو لیتار سا 
الداخلية في حركة أبداعية مبتكرة . فانفصام البرولیتاربا الداخلية 
و اند فاعاتها ف طرش الابتكار والابداع هو طرق اسماث حضارتها 


الجديدة » التي تکون على شکل تطویر للعقائد الدينية والصلات 


وش توشي الی‌آن قدامی حکماء الصين قدادركوا التناوب 
تاياي بین..(لی‌کود . وللاندفاع.. فأسموه ١‏ ين وبانغ » . والين هو, 
الركون والمایع.هو حركة الاند فاع ف .یق الابتکار والابداع . 

وعند استقصاء المشهد التار يخي ألعر يض لحركات المحتمعات 
البشرية والحضارات بحاول توينبي أن بجد صلة الارتباط بين 
الطبيعة الارضية وطبيعة الخصب وبين العالم الاخروى في عقائد 
مصر القدیمه »> فری ان عقد ه اوز برس لم تبلغ في مصر القديمة 
ما بلفته ديانة « رع » التی آخذ بها المجتمع الصری من الطبقفة 
الجاكمة . وهكذا تحد أن المجتمع المصرى الففدم فد افم ر 
انقساما قاطا بين سلطة الا فلة والمروليتارنا الداخلية ‏ 36 
ققامت محاولات 2 بعض معاند هیلیو و لس للدمج بين ده 


7 م4 


آوز یریش اد رع . ولکن هذه الحاولات لم تنحح ولم تنته الى 
التوافیق النهالی بين العقیدتین . فبقیت البرولیتاریا الداخليية 
سك بعقیدتها الاخروية وتحول اوزبرس الى حاکم من حكن 
العالم ا > في نظر جماهير البرولیتاربا الداخلیه » هذا مع 
العلم بأن كتاب « الوتی » هو صورة لهذه 
النظرة التوفيقية بين عبادة أوزيريس وعبادة رع . وعلى اه 
حال » فان عملية الدمج بين العقيدتين اقتضى انهيارها أمدا طويلا 
بلع العى عام . 

أما محاولة اخناتون فقد كانت تعبيرا فليا عن العفيدة » وان 
إخناتون في عبادة آتون قد حاول طرح تموذج صور انحلال 
الانسحة الحية البطيئة في الحضارة المصرية القديمة . 

آما محتمعات بوكاتا المكسيكية والميان والمحتمعات الاندبانية» 
فیذهب توينبي الى ان الجتمع الاندياني ي البیرو کان قد بلع نهاباته 
عندما وقد البها بيزارو عام ۰ عم ودمر عاصمتها . 

كما أن المجتمع المكسيكي الذي نشا في جزيرة بوكاتان في ظل 
أمبراطوربة الازتيك كان فد بدأ هو الآخر تشترب من نهابته عندما 
بدا كورتيز حملته على مجتمع بوكاتا » فقد التهمته امبراطورية 
الازتيك وهضمته وحعلته <زءاً منه . وعندما حاء الاسمان ف 
حملتهم الاولى لم تكن هناك معالم واضحة لمجتمع بوکاتا . 

والجتمع المابانى هو الاب الحضارى لكل من المجتمع 
المكسيكي واليوكاتا . وما تزال امامنا خرائب القصور والعابد 
التی خلفتها الحضاره الیو کاتیه في غابات حزارة بوكاتان . وسدو 
إن طقوس العقيدة التي اخذ بها الجتمع المتسيكي التي كانت 
مرعبه ومخيفة لدى وصول حملات الاسبان كانت جزءا من حضارة 
الميان القددمة . 


بعك هذا الإستعراض ده وت الى نشات كف 
9 تا کید ۳9 دراسة التأريخ من "۳ الصلات 1 
المتشابكة . ولكنه انتهى ايضا الى تقرير دوائر منفصلة » فهو 
بر فض فكرة وحدة الحضارة التي بری أنها فكره املتها اد 
۹ ۱ 


الزرخین الفریبین الخاطثة التی استمدوها من بیئتهم ومن نظرتهم 
الخادعة التي ارادوا بها أن بحققوا نظاما اقتصادیا غر با على العالم 
بأسره طبقا للنموذج الغربي بالذات » توطئة لتوحيده سياسيا على 
النمعل الغربي . فالورخون الغربيون لاسيما المحدثون منهم برون 
ان هناك معا آساسیا للحضاره هو النبع الغربي ؛ لذا فهم ننتهون» 
بحکم نظرتهم هذه » الى وحدة الحضاره العالمية . 


وف الحقيقة ان للاخذ بوحدة الحضارة العالية طبقا 
لفي‌بية الحديثة هو وهم تشه بیط و 
لحضار ات ومعضلات هذه الدراسة الشانکه . ۱ 


إن الورخین الغربيين في نظرتهم هذه يرون ان تأربخ الحضاره 
عدا بدون ترق ار تفرعات ۰ وبذهب توينبي الى أن مالا بعل 
عن ثلثمانة ألف سنه من تار بح الاسان. كان ۳ فيها مستكا 
5 حاله ( الوزن » وأن أقل من مها له مشاه هی مجمل عصيور 
ات تست 4 


اقترا تولف الصفات النفسية ی والحضارية في" مجتمع 
ماني من رات الجر والذين يلتقون في نقطة اساسية > تلك 
ین الاجناس ؛ الى اللون الابیض كلما ازدادت القدرة الفكرية 
لدی هذا الجنس . فالسلالات ذات البشرة البیضاء والراس الطویل 
۲لسحل الحضاری ۰ 

ولقد دافع ممظم هؤلاء الموّمنين بنظربات الاحناس عن‌الانسان 
النوردي ويي مقدمتهم الکونت دی غوبینو . ويرد توينبي على هذه 
النظریات التی :يى انها هراء عابث فیتابع الحضارات التی اسهم 
يها النوردیون والتی اسهم فيها غر الئو ردین ۰ 

بو کد توينبي ان النوردیین قد اسهموا في الحضارات الهظدّية 
7 ۲۷ 


والميليفية والغربية المسيحية الارثوذكسية كمااسهموا فى الحضاره 
الجيْثية الى حد ما » اما الالبیون فقد آسهموا في تسم حضارات 
”منذ فجر التارخ حتی السومریه والحيثية والهیلینیه والغربية 
السحية الارتودكسية والايرائية كما اسهموا ق الحضارة الصر ب 2 
الینو به الى حد ما ۾ .آنا سكان البحر ایض المنو سط ففد اسهموا 
منذ القدم في الحضارات الصمهه والسومرية والميئوية والسسوربه 
والهيلينية والقربیه المسيحية الارثوذكسية والابرانیه والغربية 
والبابلية . 
وحضارات الشرق الاقصی . 
وأما الشعوب السوداء فما زالت بانتظار أن تسسهم أسهاما 
ابحابيا ف نناء الحضارات الفله ۰ 
من‌هنا ومن خلال هذا التصنیف الحضاری و كد توبنبی هراء 
نظربه الاجناس »ويرى أن العنصر النوردی لم يكن ولا على أى مدی 
الاخری . ۱ 
ولكن الجتمع الفربي الذی حقق تفوقا عقلیا كيرا خلال 
الفرون الاریعه الاخیره قد اندفع » تحت ضغط وهم خادع » فذهب 
لس وينتقل توينبي بعد ذلك الى مناقشة نظربة البيئة واثرها في 
جلق الحضارات. فیری. انها ليست أقل عبشا من. ١ e‏ 
والموقع الجثراف هی | الا ۳ الدانم لطيعة التغييرات 
الحضار رة ۰ و هذه النظربة تر جع فو الجفيقة الى مدرسة أبس .قر 


مما فك ۱ وا سا ود 


عندما کتب عن الفوارق بين سکان الجبال وسکان السهول © وقرر 
۸ 


تفوق سكان الخال على سكان السهول ۰ 

وسداتوشي ق‌تفنید هذاالوهم من‌خلال مناقشته للحضارات 
الى نشات ف الوت والسهول والودنان. + 
0 ا يي ب ی 

تنتج هذا اللون من المجتمعات البدوبة . 

ما المجتمع المصرى الذى نشا في وادى النيل فقد يقال ان 
الشبه بينه وبين جنوب وادى الرافدين هو الذي سبب هذين 
اللو نين التشابهین من الحضارة ۽ وقد نال بعض الدافعین من 
اهمیه البيئة فى خلق الحتمعات والحضارات فیعتبرون هذا الثال 
نلطة اس ترش رن و ولي هذه ای انا 
وادی نهر الاردن »اذ ليس هناك منشهه بين الحتمعات التی نشأت 
این وود شاه متقدعة الى حوين الخد : 
الرافدین قد آتاحا خلق محتمعات وحضارات متشساهة » ولکن 
كيف نفسير عدم وحود محتمعات وحضارات متشابهة لحتمعات 
وحضارات النیل والرافدين في ودیان آخری مشابهة لهذین 
الواديين کوادی ریوغراندی ونهر کلورادو » بل آکثر من ذلك أن 
الحضارة الاندبانية قد برزت الی الوعود علی ا وحضبات 
والهضاب تخلق دوما حضارات مشابهة للحضارات الاندبانية 0 
ان مرتفعات وهضاب افريقيا الشرقية والغربية لم تخلق حضارایع*" 
مثل الحضارات الاندبانية كما أن الحضارة المينوبة وهي ا 


4 7 


بحرية لم ينتج مثلها من الحضارات في جزر اليابان .ان الحضارات 
المشابقة قد نشات داخل أرض الصين » كما أن حضارات الميانا قد 
شات وسط الفابات والاحراش ولم ببرز مثلها داخل غابات 
وأحراش افريقيا الغربية »كما لم ببرز مثلها ابضا في اواسط غابات 
واحراش الأمازون . ثم ان الحضارة الكمبودية التي نشأت في 
الغابات. الكمودىة أثبتت الدراسات والحفائر الاخرة أنها ليست 
اصلا ولكنها فرع من الحضارة الهندوكية حلبت في عصور متأخره 
حاهز ه وف حاله حضار به متقدمة . 

وهکذا ننتهي توشي من منافشه هذه القضیه الى اسقاط 
نظريتي .الجنس والبيئة اسقاطا نهائیا من خلال فهمه الستوخس 
والشامل للحضارات الاصلية والفرعية التی نشأت خلال الستة 
الآلافب من السنین الماضية من عمر الجتمعات والحضارات . 


۲. + 


الفصل الخامس 


سور الحضالات 


ان توشي » بحكم تکوننه الذهني ووجهته التى اختطها في 
تفسير التاريخ بحاول أن بخلق شعورا شاملا في قصة نشوء 
الحضارات مستخدما في ذلك كمادة خام جميع مابتوفر من‌دراسات 
اه رش ار هد ورور ساسا ار الما 
البدائية » بما في ذلك عقائد دورات الخصب الزراعي والطوطمية 
والطابو وطقوس الزواج والحظورات التقليدية » بالاضافة الى 
استخدام كل ماتوصل اليه علماء التاریخ والحفاثر والجفرافيا 
والجفرافیا البشيرية ومحاولات جميع الفکرین والفلاسفة 
لاستخلاص عوامل حركة التاریخ والکشف عن قوانینه . 

ان توينبي بهذا الذهن الستوعب وبتجربته الفكرية الواسمة 
الدی ند وجه ردودا حاسمه على نظريات الجنس والبیته » ولکنه 
اعتر ردوده على هاتيك ا محض مواقف سلیه عليه ان 
ينتقل منها الى مواقف ايجابية > فهو يذهب الى أن جميع العوامل 
البيولوجية وعوامل البيئة لابمكن أنتعمل کل‌بمفردها »وانما تتظافر 
لتعمل بتناغم واتساق متكاملين لتقيم علاقة فيما بين عوامل كل من 
هذين المجالين . ٠‏ فهو برى ان العوامل البيولوجية وعوامل البيئة لا 
تکون عو امل مشتر که فیما بینها وانما تولف نمطا من العلا قات بين 
الموامل سه ولیست. كلا مفرداً . 

بعود توينبي لیفوص في أعماق الميثولوجيا وشظاياها ليو لفغأ 
منها علاقة بين النشوء الاسطورى والنشوء الحضاری ٠‏ یط 


بس عر ص تو شي أاللقاع الاسطورى الذى أبدعته مخيلة 
الانسإان علی مدی تطوره الا حتماعي والحضاري . فهناك اللقاء 
المتتأقض بين الخير المطلق وهو الله وبينالشر المطلق وهو الشيطان أو 
بلیس وهناك صراع الخير مع الشياطين ملاحم الفایکنغ الاسكندنافية 
واللقاء الموروث بين الله باعتاره الحق لمطلق والخم الطلق وبين 
مفیسستو فيليس وهو الشيطان أو الشم المطلق . هذا اللقاء 
التراحیدی الرهيب الذى توارنته مخيلة الانسان على مدى التأريح 
نجدها تتكرر في معظم الحضارات الغربية والشرقية » نحدها في 
مصر القديمة كما نجدها ی ارض مابين الرافدين » نجدها في الهند 
كما نجدها عند الاغريق ٠‏ ویر بط تو نبي بين اشواق الاسان الاولی 
هذه والنظربات الفلكية التى تشر الى تفتت السديم الذى تكونت 
منه منظومته الشمسدية باعتبار 8 في تلك الحقب السحيقة 
قداغتصت اغتصابا عند بدء عالنا هذا من‌الفو ضی و العماء ء وتصادم 


ا وی من العا كلأ ومن خلال متابمته لمشكلات 


الانسان الستمره بلا ۳ زاء الطميعة والكون » الى أن 

الصدام بين لیم ۲ والشر هي حقيقة قائمة وان تب 
وصورا م بحن ۰ فالالم والعداب وضور النضال صك ند الطبيعة 
والكون هی قصه مأساة الانسان © كما انها هى نفسها قصة الانسان 
وقصة فداله . وان شحرد العر فة تکمل لنا قصة صراع الانسان 
هذه التي تتمثل کشظادا من حقائق‌هنا وهناك بلغت ذروتها في العقيدة 
الدنية التى تیب 4 لولاده والحیاه صماع والوت ألم 4 ومالقاء 


۹1 وحواء ألا الابداع الاحتما الذي انتهى بمولد 
جضارتين EES‏ ا الخصب عن طر نق ر ای التی 


a GF‏ حي شي ا 

مع ! لطبيعة والكون ار أحل خلق ا و حضار ته ۰ 

۴ وبعود تو سبي فری أن الانتقال دوما من حالة « الين » الى 
حالة « البانغ » هی التي تخلق الجاحة وهی التی تخلق الاصرار أو 
الاراده ۰ فالخاحه ام الابداع والاصرار أبوها 4 نمعتی أن الهحر ه 
المادبة أو الروحية التی تنقل الانسان من « الين » الی ‏ « اليانع » 
هی بلایه الشوط الح 


18 55 ۹ن ضرا ۶ ررد 7-4 ا ۷ تك ا‎ o۲ 


لثما إن اول انسان انتقل من الماطقة الاستوائية حيث الدفء 

والخصب والوفرة الى الشمال كان رائد الرحلة من حالة « الين » 
الى حالة « الیانع » » ذلك انه قي واجه في الشمال العواصف 
والاعاصير والثلوح ونرد الشحاء الفا س وندره المحصول الزراعي 
والحيواني لحظتئذ وذلك بالانتقال الحف من « الين » الى 
۱ اليانغ ‏ » » اذ شرع بحث عن غذاله وکسائه وعن بیت بأويه . 
وهذآ هوبالضبط حو هر مأساة الانسان و صر اعه ۰۰ انالتر احید با 
القديمة نفسها هی صوره من صور الانتقال من « الين » الى 
« اليانغ » . 


وبعود توينبي مرة اخرى الى مناقشة نظرية البيئلة وهي 
النظرية التى روج لها الاغريق والهیلینیون بصوره عامه واعتبروها 
اساسا تفهم فيضوئه خصائص الحضارات .فیبدا توسشي بمنافشة 
هذه النظرية مرة اخری ومن زاوية مفايرة لناقشته التي اسلفنا 
عرضها » فیری » طبقا لاخر النظربات الخاصة بالبيئة والجیولوجیا 
اعتسارها بيلة و احده ذات صفات متمیز ه علی مدى الا لمبن 
لقد كانت الصحراء القاحله والمتده من شمال افرشا الى 
الجزيرة المريية حتی فارس والهند معرضة لضفط جوی عال 
وحبال الالب دافعة امامها السحب الحمله بالامطار الغز یره على 
في تلك الحقبة مناطق افريقيا الشمالية وشبه جزيرة العرب وابران 
بدا بمده عصر الجفاف ف هذا الامتداد الافراسي . 
حت هنا بدا التحدى العظیم لسکان هلژ الامتداد الجفرافي الهائل 
الذى تخلقه الطبيعة المناخية واما ان تندفعو! شمالاً بحثا 
الخصب والبيئة الفزيرة الامطار واما ان يظلوا متمسكين في مواققهم 
ر of‏ 


5 8 ۱ n ان‎ TS 
رو التاق المفروضة عليهم من الطبيعة » بمعنى أن‎ a 
بای ان يستجيبوا للتحدى واما ألا يستجيبوا ؛‎ 
للتحدى | د استطاع ان وم بت ينه وبين , حياة حدنده بش روط‎ 
اولك الذي رات‎ e 

تقد قابلوا تحدبات جديدة » فالموقع الجدبد يطرح تحدياته 
جديدة.. 


مر 


۰ 


ره انا مجموعات اليشرية التی استجابت لتحدیاتا 
الحقافة. 5 تر كه ا الاطلسي 7 بداية الابداع في 
هم 5-0 0 1 بت توا اعماق وا النيل وازن غار 
ف وادی الرافدين فأبدعوا تلك الحضار تن الز دهر تین ومضوا ف 
ي مصر وبلاد سومر ٠‏ 

ان الفامر ه الكبرى ي لك النیل ل شافا 0 اذ. 
الحضارة المصرية من النطفة المدارية في السودان حتى دلتا النيل > 
لتقف عند حفاف الصحراء الليبية . 


وكذلك: تحدی اسلاف الحضارة السوفرية فى بلاد سومر 
ووادی شنمار غابات الستنقمات الدنیا في الحنوب من وادی دحلة 
والفرات بمنامرات/هائلة نجد ملامحها في الاساطير السومرية 
ورموز تلك الاساطتلاهن صراع ماردوك مع التنین الربع تیاسات. 
واساطير الطوفان والفيضانات المدمرة E‏ تترك وراءها الخراب. 
والوت خلال حقب متطاولة . اما حضارة النهر الاصفر في الصين 
فعد کانت تحديا في جنوبه جتی بلع منطقة الحفاف القاتل الذي 


o 


جمتد شملا حتى يبلغ الشتاء القارس الذى لايكاد يستطيع 
الانسان في طرائقه البدائية ان بواجه تحدياته . وكذلك كانت 
الحضارتان الاندبانية والمابانية ف امر کا الحنوبية نتاجا لتحدبات 
مناج الشدند المروده 2 المضبات المرتفعة مع تربه قليلة الخصب 
الانسان . وقد استطاع أسلاف هاتين الحضارتین أن سدعوا 
استجابة لتحدیات الطبيعة هناك فقد ابتدعوا المدرجات الزراعية 
.على اکتاف الحبال ليوا<هوا بها تحدیات الطیمه ۰ 


اما بالنسية للحضارة المينوية فيرى توشي » اعتمادا على 
.نظر بات علماء الآثار والانثر بو لوجيا 6 آن الحضاره البحرية في منطقة 
.بحر أبجه کانت من ارلئك الذن انتعاوا من السهب الافراسي ف 
اتجاه الشمال البحرى وهم الذين كونوا في تلك المنطقة الزراع 
الاوائل في العصر الححري الحديث في القارة الأورفة دان ودعوا 
سلا فهم الدين سیب تحد بات لته الا فراسي والذین کانوا 


فلقد كانت حضارة كربت الاو اساسا للحضارة الينوية التي 
كانت ثمره التفاعل بين الاستجابة والتحدى لسكان الارخبيل 
الذين وفدوا من السهب الافراسي » وهذه الهجرة هی الشكل 
الانجحابى الذی تت به تلك الحموعات الشرية تحدیات البيثة > 
فانتقلت من حاله « الين » الى حالة « اليانغ » . أما الانتقال من 
حاله « الين » الى حالة « اليانغ » بالنسبة لاسلاف الحضارتين 
الصرية والسومرية فقد كان عن طريق ابداع مواجهات جديدة 
التحدبات النینه . 

هذا الى جانب تحديات اخرى هى التحديات البشرية التى 
تلم عن طرق انفصام في جسد الحضارة . هذا الانفصام بتمثل في 
إن الحضاره الت بصیها الا عتلال تعحز الا قلبه السیطر ه نعدة 
عن أن كت بمقاليد السلطة » وعلدنذ بحصل الانفصام ف الحسد 
الحضارى » وذلك بأن بتحول. جسد الحضارة الآبل للانهيار الى 
دنه «الخراب» التى ستعيرها تو ينبي كناية )عن القصة الشهيرة 
غ الادب الانكليزي « رحلة الحاج » لجون بانيان 4 وعندئذ تبدا 
البروليتاريا الداخلیه تواحه التحدی بان تتحه صوب الدييتة 

1 


00 9 


x 


السماوية وق كنابة ع الخلاص . وهذا الاتجاه صوب الخلاص عنطر يق 


الانفضام ف الحسد الحضارى هو الانتقال الفعلى من حالة « الين » 
رای حالة « اليانغ ) ۰ 


هنا بغد هذا العرض ستخلص توشي أن التحدیات » هی 
التی تحرك الانسان ومحتمعه من « الين » الى « الیانغ » بمعنی 
ان الشدائد والمصاعب والعوائق التي e‏ انه‌مجموعه بشربة انما 
هى ف الحقيقة مبدعة الحضارات» . 


وهنا بتساءل تو ينبي : هل بمكن القول بأنهكلما ازداد التحضق 
هما عالقت حضارة الانسان ؟ ۰ 

للحواب عن هذا التساژل الواسع والعمیق » بمضی تو ينبي 
لاستكناه ا والاحداث التارخیة وصور الحتمعات والمبيئات 
الطبيعية 

ان نهر الاصفر قد طرح تحدبات هائلة للانسان فهو لم نکن 
صالحا الملاحة ولا ف أى موسم من المواسم ... فيضانات هائلة 
مدمره ومواسم تسودها فو ضی الاحواء والاعاصير 3 ولکن الانسان 
قد واجه تحدبات هذا اللهر فحاول أن فر اتحاهه طوال مالا بقل 
عن اربعة الاف عام .. وق عام ۱۸۵۲ استطاع سکان هذه النطقة ان 
بغيروا اتجاه هذا النهر صوب الشمال على بعد مائة ميل تقريبا من 
مصبه القديم ٠‏ 

اما نهر الیانغ تسي ففد کان افل تحد با واکثر هد و ءا ولیناً 6 
ولكن و الصينية القديمة نشأت امام تحدبات النهر الاصفر 
واتعدد نهر الیانغ تسي . 

جاه الاغربقية القديمة نشأت ي أتكا وبوثيا وهی منطقة 
تلفها المنحدرات والصخور الحادة الموحشة وتستمر بالانحدار حتى 
صو لب مورافيا الى الدانو تب الاو سط لتنتهي الی مراعي ایکا التي 
أصابها الحفاف » فواحه سکانها تحدبا هائلا وحدوا له حلا في 
الانتقال من رعى الماشية وزراعة الحبوب الى اقامة مزارع اشحار 
الزيتون والافادة من المعادن الموفورة في باطن الارض الصخراة تلك . 
ولم .كتف الاثيني الذى تحدی الظبيعة على هذا النحو بالاعتماد 
غلى الزيتون وزيته بل وسع تجارته واخذ يجلب مايحتاج اليه من 
أسقوديا الواقعة حنوب روسيا الحالية . وهكذا كان الحفاف ف 


وم 


الصخور الجبلية الموحشة سببا في نشوء الام الحقيقية للحضارة 
الهيلينية ونعني بها آثينا . فالاتيكي قد برز في صناعة الفخار 
والزهربات الاتیکیه من ذلك النمودج الذى خلده كيتس ف قصيدته 
المنطعة . اما الاثيني فقد خلد فنونه على الححر والرمر مباشره 
جبل طارق اليوم والذين ابتدعوا حروف الابجدیه وكشغوا اغوار 
الحيط الاطلسي وتوصلوا الى حقائق متقدمة في فكرة التوحید 
الالهي . 

ل ويعالج تو ينبي من خلال نظر نته فيالتجدى وال ستجابة مشكلة 
تما ا سره وا التراجيدي فهي ۳ ايداع الاس قرا ف 
المواقف الأصيلة للمجموعات البشرية . 

فالدراما الهيلينية الناشئة عن الشمائر البدائية العريقة قد 
نشأت في الیونان » أما الهیلینیون والاس‌کندرون القدامى 
ملاحم « الساغا » كملحمة « بيولف والأدا » وكانت كلها ثمرة 
الهحرات السحر به » کما أت الهحر ه الا سکندنافه البحرئة قد انشات 
دولة جمهوربة في آ سلنده وراع حزر الفارو القطیة کذ لك استطاع 
e‏ نین نم وقبائل اللومبارد ٠‏ 

4 نحد أن ا ل تما | فيها المجرات روت‎ e 
5 داخلية أو شريات و خارحية او عقاب فاخلي مر ومثال‎ 
والسيل الذى اكتسح بقیاده تيمو نك‎ ٠ خا ف اسار روما‎ 

۹ 


.۰ اه 


5 7 5 ۱ . , 
مواقع العمانیین الذى انتهى باس السلطان بایزید بلدريم آي 
الصياعقة ۰ وكان العثمانيون انئذ موشکین على ان تکملو! غزوتهم 


التيزنطية . 
هذان المثالان اللذان برى فيهما توبنبي نموذجا للضربات 
والصدمات الخارحية انتهت - أن شدت من أزر روما فاستطاعت 


ان تقلب ميزان هذا الضرب من الصدمات لصالحها فأفضت إلى 
كما از نتهت بان انجز محمد الفاتح الفزو العثماني لبیزنطة , 


وهناك مثال صارخ آخر في التاریخ يدعم به توينبي نظربته 
هذه فیری أن هزيمة فیلیب القدوني في موقعة سینوسیفالیه کانت. 
الحافز الذي دفع بالقدونیین لتحدي امبراطوربه روما على بدي ابن, 
فیلیب القدوني برسيوس ۰ 

وکذلك بستشهد توينبي من العصر الحدیث فیری أن هزيمة 
الانیا في الحرب المالية الاولی هي التی خلقت الانتقام الجهنمي 
الاليم الذي قامت‌به القوات النازية فيالحرب العالية الثانية وبشکل, 
مدمر سسبب احتلال الفرنسیین لحوض نهر الروهر عام ۱۸۵۲ ۰ 
وبری توينبي ان‌الانتقام الجهنمي النازی بشبه الی‌حد كبير الانتقام 
البروسي الذى نشا عن الصدمات التی توالت على بروسیا عام 
۹۱ وکذلك الصدمه الاليمة التی تلقاها الائینیون بهدم معابدهم 
في هکتا والتي‌انتهت بأنأقاموا بدلا آرفع واعلی ببنائهم للبارثینیون. 

و بو کد تو بسي كثيرا على أن الصدمات والض بات تو لف. 
حافزا احتمافيا حضاربا فى خياة الشعوب . ولیست اك 
والصدمات الباشرة وحدها هى التی تولف هذا النمط من الحوافز 
وانما الضفوط والضربات الداخلية هي الاخری تولف حافزا محر کا 
وهائلا في حیاه‌الشموب . 

فالحضاره الصریه قد شهدت بروز دولة ضاغطة وهائلة 
الضغط فى جنوب مصر العليا الت كانت تر ها السلالات آلصر بة 
القديمة محض مزوارع لها . ان قيام هذه الدولة كان حافزا داخليا 
من جراء صدماتوضفوط داخل الجتمع المصرى فكان آن‌تراجعته 
القوة السياسية الى حوض نهر الئیل في منطقة الدلتا واستمرت. 
هذه الضفوط بالغزوات النوبية من الجنوب في عصر تحتمس الاوله 
۸ 


ومنذ انتهاء الضفط النوبی ٤‏ الحنوب. بدا ضفط آخر من برابره 
سليبيا على الدلتا . هذه الضفوط هى التي جعلت الحضارة المصرية 
5 الدلتا تواجه هذه الصدمات لتقلب ميزان القوه السياسية 
فاستمرت قرونا طوالا حتى انتهى المجتمع الصری القديم عبر 
ترون متطاوله ة مع نهابة القرن الخامس بعد الميلاد تقريبا . 

E‏ بالنسية للقبائل العثمانية القرمانية فقد كانت هذه 
القبائل حليفة السلطنة السلجوقية الناشئة في الاناضول وكان 
الاتراك السلجوقيون فد بداوا بتوسعون على حساب بيزنطة . 
وف غضون القرن السادس عشر الميلادى كانت القبائل القرمانية لها 
حصة الاسد من السلحوقيين » فيما كانت قبائل العثمانيين لاتعدو 
ان تكون ركاما بشريا محطما ليس له اي موقع متقدم في التاريخ » 
لاسما ان فلول العثمانين كانت تتاخم ف موافعها اراضي بيزنطة 
على بحر مرمرة » ولکن عثمان بن ارطفرل قد بدا بوسع مواقعسه 
باتجاه بورصة البيزنطية » وخلال ربع قرن او اکثر بقلیل استطاع 
العثمانيون ان سلفوا الشاطیء ال ودبي ٠‏ وهكذا كانت الض بات 
السياسية التى ترتب عليها ضرب حصار سياسي على القبانل 
العثمانية حافزا هائلا بالنسبة لهذه القبائل بيئما كان قبول 
القرمانية لحظهم من تركة السلطنة السلجوقية سببا في اندثارهم 
:وعدم بر وز هم کقو ه سیاسیه فى الیدان ۰ 

N LO, 
حصل مثيله بالنسية لنطقة روسلا الارثوذكسية فيما وراء‎ 
السهب الاوراسي الذى بقع عبر القسطنطينية ة والتی واجهت‎ 
>» باتوخان الغولي في الثلث الاول من القرن الثالث عشر الميلادى‎ 
اذ حقفت قائل القوزاق انصازا هائلا بأن تحولت الى حماعات‎ 
حربية شددة التنظیم تشبه بطبیعتها حماعات النظام الاسبرطي‎ 
۰ الهیلیئی‎ 

و کذلك حدث مثل هذا » من خلال مواجهة العالم الفربي 
طبر ابرة الاوربيين الذی دفع بالاسرة الافرنجية الکارو لنجية الى 
امتلاك احز اء هائلة من مملکة الفال بعد أن فشلت الاسر ده الا فرنچیه, 
لیر فونجية ی تحقیق ذلك . وبالرغم من أن الاسر ه الکارولنجيينة 
التي ارادت استعادة المجد الروماني او س ان,تحقق 


5 و 6 


مثلها ,الأعلى 2 ذلك حتى قيل بأن اسمها كان « الامبراطورنة 
الرومانية المقدسة » الا انها » ليست أمبراطورية ولا رومانتة ولا 
,مقدسة . على انها فد استطاعت بامتداداتها هذه ويتحولها الى 
قوة سياسية واسعه أن تستعیض عن الهزال السياسي الذي 
انتهى بفناء الاسرة الميروفنجية . ثم انها حققت انجازا كبيرا في 
التار بح الاوربي اذ امتدت عس مساحات واسعه لتقيم 0 
مشترکه بين الکنیسه الکائو ليكية الغربية والکنیسه الارئوذکسید 
الر وسیه . 


ولقد كانت اسره آل هایسبرغ هی الورثه التی اتضحت 
معالها السياسية في اواخر العصور الوسطی . ومن ناحیه اخری 
كان التحدی العثماني الضخم لهنغاررا الذی انتهى بتوسع آل 
هابسبورغ سياسسيا وفیام الوحده التی انشات امبراطوریة هذه 
الاسره في مواجهة التهدید العثماني الهائل وذلك بعد أن اتضح أن 
لم بعد بوسع هنفاریا وحدها » عقب معرکه موهاح »© ان تواحه 
التهديد العثماني . 

ولقد استمر الاتحاد الهنفارى البوهيمي اللمسوى منذ عام 
۰ حتى عام ۱۹۱۸ أى في العام الذى انهارت فيه السلطنة 
العثمانية . 


اما العالم الغربي في م لفریية ‏ فقد عانى ثلاثة 0 
مه نين ومتعدمتين ضمن ا ا افر “عد انهیار» 


الکبان ااساعی ال لف من امارات ( كلمت » وانحليا الشرقية 
( وسیکس » « ونورثمبريا » » « ومرسیا » التي التهمتها فیما بعد 
افوی هذه الامارات و شی و سيكس ۰ 


وکان اول الامر تحدی غزاة قبائل البیکت ولاسکوت في 
ونشوء مدينة ادنبره وتطور اللغة الاسكندنافية القدنمة" الى اللغة 
الانكليزية التى بتحدث بها سكان منطقة لوثيان » واستمر الفزو 
السكسوني: حتىشمل جزيرة بريطانيا بأسرها . وهكذا نشأت مملكة 
اسکتلندا مع تأثيرات حضارية عميقة من منطقة لوثيان المتقدمة 


۹ : ار 


ثقافيا واجتماعيا والتي لعبت دورا شبه دور أثينا وتآثيراتها 
الحضارية عندما غزاها الرومان . 

اما الضفط الاسكندناني فقد نشا عنه قيام مملكة فرنسا التى 
اتحذت باز سن عاصمة لها ولم تتحد مدشه لون عاصمة 
الکر و لنجیین » كما ان الضغط الاسکندناي قد دفع بالانکلیز الى 
ان بعدوا عاصمتهم وينقلوها من ونشستر الى لندن ءلتکون بعیده 
عن هرمى الفزو الاس كندنافي . وكانت النتيحة أن الفز اه 
الاسكندنافيين قد خلبتهم الحضارة السحصه الغربية ف الارض 
التى غزوها فانتهت حضارتهم البدائية التى لم تثمر ای عقب او 
ذربة وانشأت في موطنها الأصيل حضارة مسيحية اون على غر اد 
حضارة الارض التى غزوها »© وبذلك اصبحت اسكندنافية بأسرها 
موقعا من مواقع الحضاره المسبيحية . 

اما ضفوط الحضاره السومرية العربية فقد اوشك أن هی 
اول الامر الحضارة العقيمة القائمة في المجتمع الغربي والتي كانت 
نصيصا ا اغ من الحضارة الهيليئية آنذاك . والعلاقة بين الحدود 
الاسمانية لایربة i‏ المرب تشبه الى حد كبير ۰ فى نظر 


وکان الضفط ۳ الذى انتهى بموقعة بلاط الشهداء في 
تور YT‏ مبلاد به ۳ لو سع طموح للعالم الغربي 4 اذ بو حه بعك 
ذلك لحو الإفاق الإطللسسية وما و راء الإفاق الاطلسسية ى الكشوف 
الحغرافية . 

وبمجرد أن تراخى الضغط العربی على الحدود الاسبانية 
الإسربة انتقل الطموح العربي من شبه جزيرة اسربا حنوب حبال 
سك الى ماوراء هذه الجبال فانتقل الثقل السياسي الى اوربا 

الو سعلى وده الغربية . 

في الكيانات الاجتماعية هو التحدى الداخلى التمثل ف جرا الذي 
تخت حزءا من الكبان الاجتماعي بعطل منحد عند ند ان المجموعة 
النشم به التي تج ها هلا الحزاء فيحرمها بعضس قدراتها 6 مجال, 
ماتتوحه الی مجال آخر لتبدع فيه وتبتکر . ویری توينبي ان هذا 
المانون الا حتماعي له نظم ه ٤‏ الانواع المیو لو حية 4 ,یشاب 


و 11 


عضو ين الاعضاء بعطب نجد بعض الاعضاء الاخرى تحل محله 
توديي دورا تتفوف فيه فى عجان اخر . ويطبق توينبي هذا القانون 
بفلی هجرة الارقاء والستمبدین الذین وفدوا الى روما في القرنین 
المليئين بالاهوال » بين الحرب الفونية لهانیبال وسلم الامبراطور 
أاوغسطس . فلحد 9 کثر! من هو لاء الار فاء قد بلغوا في نهاية الامر 
قمما عالية في المجتمع الروماني فأصبح منهم الملوك والفلاسفة وكبار 
الكيان وجرا مغر الانمان: بالسيحية الس ارقمت رونا فيا 
بعد علی بد الامیراطور قسطنطین علی الاستسلام الکامل . 


الهقاب. نار يخي ٠:‏ الود واصطناع الکیان التصموي. . 


اما بالنسبة للمجتمعات الیهودیه فيرى توشي ان الحتمسع 
الیهودی هوفيالاصل بقیةمتحجرة من‌بقابا الجتمع‌السوری الضخم . 
ویتساءل توشي اول الامر : هل ان المیزات التي يتسم بهاأليهود 
هی ممیزات اتسموا بها لانهم من عنصر او طائفة دينية معينة ۲ . 

بناقش توينبي هذا التساؤل من خلال معارنات نفسية 
واجتماعیه وسياسية بالنسبه للمجتمعات اليهودية » فیری أن 
ماسمی عادد باليهودبة هی صفات تسم بها بهود شرقي أوربا و هم 
البهود الذين س مون عاده بالاشكنازبين ف منطقة رومانيا وما 
حاورها » والتی كانت ضمن الامسراطور نة سین . هؤلاء اليهود 
الاشکناز ون كانوا میشون ف أحياء خاصه بهم تسمى « الفیتو ». 
ولقد تکونت لدهم صفات وسمات اتسموا ها من خلال حزاء او 
نقمه احتماعیه معینه تعرضوا اها خلال التاربخ » بینما نجد أن 
صفات وسمات اخری متباینه تماما یتسم بها بهود هولندا 
وبريطانيا و فرنسا والولابات التحدة التی حررت الیهود » وان لم 
كن تحررا كاملا » فالغت كثيرا من الصفات والسمات التي كان يمكن 
ان یتسم بها اليهود الغربيون ليكونوا ممائلین لليهود الاشكنازيين . 
وبلاحظ ابضا ان اليهود الذین هم من أصول اشكنازية قد وفدوا 
ليحلوا بن هود الاسفارديم بحملون صفات وسمات تسه الى حد 
كر الصفات و الاشکنازبه الوافده من الفیتو البهودی 
الاشکنازی . وبهذا نتبين الفوارق والتباين : بين البهود الاشکناز بين 
والیهود الاسفاردم » حيث أن اليهود الاسفاردیم قد و فدوا بصفات 
وسمات آخری جاءوا بها من الناطق الاسلامیة . 


1۲ 


التجارة في 0 هرمز حضاربا نقع ۰ ماوراء جال الالب ۰ و فد 
عانی الاشکناز ون انو اعا من النقمة والجزاء حلا بهم السسيييه 
اضطهاد المرابر د ومنافستهم لهم > كما عانوا ابضا من صراعهم مع 
يستطيع ان بحتمل وجود مجموعات بشرية منعزلة عنه تتفوق عليه 
فى بعض الحالات » كما ان الغربیین انفسهم قد تانروا بمواقف 
البرابرة الاوربيين فاندفموا الى اضطهاد اليهود الاشکنازین . 
وهكذا نحد أن ‌اليهود الاشكنازيين قد دفعوا شرقا نحومناطق الراس 
الغر بي والتطور التجاري ازدادت الضغوط على اليهود الاشكناز بين 
الذین ارادوا أن ببدعوا في الیدان التحاری والاقتصادی فبدات 
مطارده العالم الغربي لهذه المجحموعات من‌الیهو د الا شکناز بين »اذنحد 
آنهم طردوا من انکلترا في عهد اللك ادوارد الاول في نهاتة القرن 
الثالث عشر وبدانة القرن الرابع عشر . اما الناطق التخلفة 
اقتصاديا وتجاريا فقد قبلت الى حد ما هوّلاء اليهود الاشكئازيين 
الوافدين اليها . وف نقاط اللقاء بين الكنيستين الشرقية والغربية 
لم شل وحود هذه المجموعة من اليهود الاشکنازن بل رفضوا 
ي ا للحا تلك »آی على E ER‏ الاوربية ل ان : هذه 
ی هو لاء الو !فد نن بمحضص دوافع ناشنه عن عوامل 
لاتتصادي الجدید لا باي سیب آخر . اما بالنسبة للمناطق التي 


حققت تقدما فا بعد ذلك فى الحالات الا تحصاد دة فلم بر فض 
وجود الیهود الاشکنازیین اذ لم بعودوا کونون خطرا من جراء 
التثافمن ىن المواطنين الاصليين وين هو لاء الواقدین . كما نحد 
ذلك واضحا في بريطانيا ايام نشوء الكومونولث في عهد کرومول » اذ 
سمح لليهود المهاجرين من بربطانيا بالعودة اليها يسبب استقرار 
E 30‏ آنلاك . وهكذا تراحعت موحة الهحرهة من 


الولابات التحدة 3 


2 
5 


TY 9 


إيه*الاحساس بهذه الشربات التى سببت تشتيتا وهجرات 
متعاكسة بين اليهود الاشكنازبين هي التي بسمیها الفربیون 
التفسية اليهودبة » » بينما نحد أن هذه النفسية غر متوافره 
لدی اليهود الاسفاردم فى شه جزيرة ابرا 2 أسيانيا واابرتغال» 
حيث ان طائفة الاسفاردیم كانت وافدة من المقاطعات التى يسكنها 
بلعاشو! حياةهادئة نسبيا وسعيدة فيكثير من‌الاحیان. وفيالحقيقة 
ان طائفة الاسفاردبم ام تكن تعاني من ضربات الحزاء والنقمه ابام 
حكم العرب في الاندلس ؛ بل في الحقيقة ان محنتهم قد بدات مع 
انهيار الحكم العربي في الاندلس » عندما وضعوا امام خيار تأريخي 
صعب هو اما الاناده الجماعية واما التهحير من الارض وأما التخلى 
عن دينهم والدخول في حظيرة الكنيسة الفربية . واننا نجد ان 
اولئك الذين خرجوا من شبه الجزيرة الابرية الى هولند! وتركيا 
وتوسكانيا قد عاشو ا حباه اسعل دون ان تعدموا تا راهظا حزاء 
احتفاظهم بالنفسية اليهودية الاشكنازية . وأما بالنسية لليهود 
المارانوسيين وهم اليهود الذين وجدوا ملاذا لهم في شبه حزبره 
اببريا بتخليهم عن الدين اليهودى واعتناقهم للمسيحية فتلاحظ 
انهم قد فتدوا جميع صفاتهم اليهودية الأشكنازية . 


لو دو نه تست هذه ( الشفسة الیهو دة (( | ولعد فام ف اورسا 
الغربية بعضش دعاه بهود برون ان الحل هو بأن ستوعب كل مجتمع 
الغربية آلاخری ۰ ورف دعاة الاستيعاب هذا ان الاستيعاب e‏ 
تجعل قار فا دين البهو دی والمواطن الغربي المسيحي سلوى ذهاب 
اليهودى يوم السست بذلا من ۱ حد لاداء فروض صلاته » وان هذا 
الدینی في العصر الحديث . 

ولكن الصهاينة بحاواون الرد على فكرة الاستيعاب هذه 
55 


بقولهم ۰ ان تحول اليهودي في بربطانیا الى بريطاني واليهودي 
الهولندي الى هولندی من شأنه ان بمحو الشخصية اليهودية 
دون ان بتحول اليهودى الى بریطانی او هولندي أو فرنسي كامل 
الملامح ٠‏ ولزعم الصهائة أن الحل هو ف تحويل اليهود الى شعب 
ليكون اليهودى مواطنا بهودیا في بلده . 


وبری توينبي ان قيام الكيان الصهيوني في فلسطين العربية 
قد أثار نقمة المرب ورفضهم لهذا الو حود الصهيوني 6 كما أن 
مارسوها بطريقة غرببة ليست بالطريقة اليهودية الناجمة عن 
النفسسية الیهو دبه التی حدد ها الغربیون ] ۰ وان اليهود الحصلیین 
الذين تحدثون العر به قل احنفظوا ا المغاير” تماما 
لخصائص الیهود الواندن من الفرب . 


وبرىتوينبي انفكرة الشخصية الیهودبه اوالنفسية الیهودبه 
التى اصر عليها اليهود خلال قرون فعزفوا عنالاندماج في المجتمعات 
التى عاشوا فيها هی نفسها فكرة الشتات التى فرضها اليهود على 
انفسهم » وانها هی التى جعلتهم بر فضون دعوة زعمائهم في مطليع 
الفرن السادس .م لها آن القليل منهم قل انصاعوا لدعو ة عزرا 
في العودة من الشتات وان عددا اقل قد ترکوا الشتات عند قیام 
نحمیا بدعوتهم للعوده بعد ذلك . ويرى توينبي ان السیب في عدم 
استجابة اليهود للعودة وخاصة من الاسر آلبابلی هى أن ظروف 
المعيشة التي ابتكرها في ارض بابل كانت افضل بكثير من الظروف 
التي كانوا بعيشون في ظلها . فالكثير من اليهود الذين ذهبوا 
مع الفاتحين الفرس في ارحاء الامبراطورية الهيلينية المجزاة قد 
کونوا جاليات ازدهرت اقتصادبا في الاسكندربة وروما بعد ذلك . 
نظروف الشتات اذن » هی 500 املتها العوامل الاقتصاديىية 
باللسبه للیهود في ارض بابل وق ارجاء الامبراطورية الهيلينية 
المنحلة . وهذا هو بالط وضع الیهود الیوم في الولابات التحدة. 
فالیهو د 2 الو لابات المتحده تدعمون الکبان الصهيوني باموالمسم ر 
ولكنهم لانفادرون الو لابات ه الی‌الکیان الصهيو ني الذى يروت 
فيه أرض الميعاد . ولکنهم / ل ass‏ عت 


٩» ” 


۰ کون الثشار که فه من الداخل تین اليهودية 

تعيش في « الشتات » لم تستطع أن تعيش الا في الظروف 

.لاقتصادية أنتى و فر نها لها الا قطار التى عاشت فيها ودون حمابة 
صن.. ا ليهو د بل . بحمایه اقتصاد به من تلك اران ٠‏ 


الموارد الا قتصادبة كت ميق خارج الكيان اا 


وفي الحقيقة ان النفبسية اليهودية قد تكونت » في نظر توينبي » 
من خلال الظروف التي اليهود منيثين في الارض فارضين 

بى انفسهم ظرواف الشتات + : بالافافة الى ان هذه النفسية قد 
بيهت ٤‏ صوغها الفكره الدينية المتطورة على آندی کهانهم خلال 
للقررن ٠‏ "فالیهود قد حققوا فکره الوحدانیه في الدین اليهودى وقد 
فتنتهم_فكرة توصلهم الى و ای و یی 
العصز " الذی كانت فيه الحضارة السورئة قد بدات تنفد مقوماتها 
التخشارية » فعندئف ذهبوا الى أن الله قد خلع علیهم وحدهم 
التضور الروحاني لفكرة الاله . ومن هنا اعتبروا انفسهم « شعب 
فلفة المختار » . وان فكرة «شعب الله المختار» قد ادت بهم الى حدب 
فكرى وروحي تطاول وتزايد على مر الهصور حتى انتهى بهم الى 
غقَمروخي اخلاقي شديد : مع ظهور السید المسيح وره 
لدذبنه . هذا العقم يشيه الى حد كبر العقم الذى أصاب اثينا التى 
اعتبرت نفسها مبدعة هيلاس وحدها » بكل مافي هيلاس من فكر 
فلسفه وفنون وآلهة وأساطير . 

لقد حاول الصهاينة من خلال تشبثهم بتراثهم السلفي 

التححر آن تحققوا ابداعا ٤‏ محال الفكر والفن e‏ ولكن جميع 

محاو لا تهم ذهبت هباء » ذلك انهم لم بمتلكوا لفة حية حديرة بان 
تنجز لهم هدفهم السلفي هذا . فدعوة اليهود الصهاينة الى ابتکار 
حضارة بهودية جدیده هي‌دعوه عقيمة لان‌اللفة التي يتحدثون بهاهي 
لغة قد تملح للتحدث العادی ولكنها غير حديرة بأن تكون آداة 
حضاره تسم بالابداع رالاتکار ۳ 
هلكه الروح اللفية قد تلام الى حدما الفربي في 
محال الفنون » اذ يلتفت الغربي الى الغد فيرى صورا من الفنون 


43 


متقدمة رفيعة ومتطورة » ولکن حتى:في هه الحال نجد أن الغربي 
الذي يزخر. ترائه بصور غنية من آلفنون والفكر .يجد نفسه عقيما اذا 
ما اراد ان يستعيد طرز أسلافه في العمارة والفنون . فقد وقع الغربي 
في القرن التاسع. عشر پمقم . فني .عندما اراد ان بستمید الفنون 
القوطية في حياته فظهرت في ذلك القرن الابنية المظلمة الكليبة كما 
ظهرت حرکه اکسفورد ی و روحها السلفية . 

هذافيمجال العمارة والفنون»آمأفی‌مجال الفکر و الادب فالقضية 
تبدو اصعب واشد عسرا » لهذا فالروح التي يتسم بها الصهاينة 
ی محال خلق حضاره نهو دبه. صهيونية مصم ها الاخفاق التام ¢ 
هذا مع ان البون شاسع وهائل بين الوروث الاوربي الفربي الضخم 
والزاخر وبين الوروث اليهودي. الصهيوني الففير الد فع الفقر ٠‏ 
الصهاینه بمثلون صو ر ° * اللا همث وء استحالة من استحالاتالحياة. 
فالتطلع الی. خلق دولة یا . صهيونية بكل مقوماتها الصطنعة 
مصبره العقم بل هو ضرب من الاستحالة لانه اغتصاب صسولجان 
لا نمتلکو نه ۰ ان اليهود الذين بتطلعون من خلال الكبان الصهيوني 
الى خلق قضية جديرة بالبقاء هت آبکرزون نفس الفشل الذي اصاب 
اسلافهم . والذين راو جع اثقآرات اسفار العهد القدم قصاصا 
لهم على فقدانهم روح الأصالة ۳ صالة والاتتکار ۱ 


وبقوم الان العیان الصهيوني ف الوطن العربي في وجه رفض 
حاسم من جميع ابناءالامة العر بپه_هن‌ناحية ومن‌ناحية اخری بعتاش 
هذا الكيان 3 « بهود الشتات » َي تن التحده واورباالغرییه. 
الكيان E E‏ المربية ٠:‏ / 
و و کد تو نبي من خلال نظر ته ان الكوارث التي تشهدها 
الامه العربیه ی هلا اس الذري مو شكة على e‏ دان الأمه 

الاحنبية علی بقاع الوطن" العربي وأن تحد بات الكنان الصميوني 
للامة العربية هي احدى حوافز الوحدة بين قوى الامة العربية ليا 

لجميع هذه الضروب من التحديات التي بقدمها لنا التاربخ e‏ 0 
۷۷۲ 


امافکرة «عداء السامية» ف فهي فكره تمسك بها الصهاينة محرد 
ابتزا ز"آلافراد والهيئات ی وانهالن‌تکون اکثرمن محر لبعض 
التعوبضات التي تسببها ردود الفعل لبعض انواع النقمة والجزاء 
في اوربا الغربية بالذات » وقد استخدمها الصهاينة للابتزاز على 
@ ان الحكم التأريخي الذي لصدرهة تو نبي على الصهيونية والكيان 
الصهيوني فد تو صل al‏ خلال نظر ته العامة ولم تكن حزءا 
من موقفا سياسي . فهو بري في الكيان الصهيوني تحديا كما بری 
ان في الامة العربية قدرة على الاستجابة . وان الكيان الصهيوني 
لم يكن و سمه ان بو حه تحدبات تبلغ درجة الافناء الکامل والتعطيل 
التام لارادة الاستحابة العربية » كما أنه لم كن من الضعف بحيث 
لم يستنفد حوافز الاستحابه »فهو قالحقیقه بمثل تحدبنا بوسعالامة 
المربية ان تحيب عليه وان هذه الاحابه محتومه من خلال استفر انه 
للواقع والتأريخ . 


فالامة العربية التي تمتد من المحيط الاطلسي في غرب القارة 
الافريقية الى شرق الجزيرة العربية والخليج العربي قد استطاعت 
في موريتانيا والجزائر والمغرب وليبيا ومصر وجنوبا في السودان وی 
العراق ومعظم بلدان المشرف أن تحیب على تحدبات السلطة الاحنبية 
وانتصفي كثيرا من‌مواقع الاستعمار الاجنبيوهي قادرة علىانتقدم 
استجابة تأربخية لتحدبات الكيان الصهيوني العقيم في الارض 
العرنيية: : 

ان توينبي برفض رفضا حاسما » ومن خلال نظريته امكانية 
أي تعايش محتمل بين الصهيونية العالمية وبين العالم من حيث هو 
كائن عضوي حي .فلقد قام الكيان الصهيوني ؛ كما تؤكد نظرية 
توننبي »© بامتدادات «أفقية» وعجزت عجزا كاملا عن تحقيق ارنة 
امتدادات «عمودية» . وبالرغم من الامتدادات السطحية للصهيونية 
العالمية فقد عجزت أهذه الحركة عن جمل اقناع بهود العالم انفسهم 
بالمركزية النهائية للکیان الصهيوني في ارض نلسطین سود ۱ 
فکما عجز قادة الیهود القدامی في اقناع الیهود بانهاء شتاتهم كذ 
عجز ناحوم غولدمان في الستینات عن اقناع بهود الولابات ف_ 
بمركزية الکیان الصهيوني الذي بطالبهم بالهجرة الکثفة التي قد 
14۸ 


تضمن حل مشكلات هذا الكيان برؤوس الاموال الامركية » فبقى كثر 
بعدمون الدعم المادي والعنوي للكيان الصهيوني ذی الامتداد السطحي 
المطلق » وهي تلك الافكار التي ترى فيها تلك الجموعات البشيربة 


ويرى توئبي ايضا ان مانشهده من اغداق هود الولانات 
التحده من وا ومساعدات هو موققا ی با جر منا هو هو ىف 
دعم اقضية محوربة نهائية بالنسبة الیهم . وهذه النقطة بالذات 
بری فیها توشي مصدر التفکك والانحلال للصهیونیه العالية 
والکیان الصهيو ني . كما بری استحاله اي تصبالح بين التنا فضات 
التي بعيشها الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العال4 (i‏ 
فيذهب الى أن التار بخ لادمكن انيصالح التححرات وان « الفيتو » 
الدولي المصطنم على الارض العربية في فلسطين سيواجه بحکسم 
الضرورة التأريخية نهابة التفكك والدثور 


ال لفضا السادس 
اشپیارا ارات 


4 ان نظربة توننبي في آنهیاز الخضارات تفتمد اصلا على نظربته 
في التحدي: والاستجابة .لرناستمرار التحدي وتكرارة على حضارة 
من الحضتازات بنتهي بغز ی لتلك الحضاره » اذا ما اخفقت في 
خلقاستتجابات نظر حها ازاء “تلك الحشآرات 6 واما اذا استطاعت تلك 
الحضتارة ان تحیب على التحدي فان الحضازة تضم ذاتهافي طریق 
صاعد بحقق له ا وجا جديدا في طريق ا at‏ . و کذ لك فان 
سلسلة التحدبات المتكررة دون آن تحمق استجابات ازاءها هي ف 
الحقيقة مضدر سلسلة الفواجع الحضار بهة التي شهد تها الانسافية. 
ولكن بالرغم من ضرورة تعرض الحضارات التحدبات كشرط اساسي 
لارتقائها الا ان هذه التحديات ينبفي ان تكون بحاجة الى انماط 
متوسطة العنف لتكون حافزا على مضيها في الطريق الصاعد » اما 
اذا كان التحدي ضثيلا فأنه عندثذ لا کون حافزا ارتقائيا وكذلك 
اذا کان التحدى عنهفا هالا .في وطأته فانالحضاره عندئذ فدتعحزعن 
تحقيق استحابة ملائمةله فيصنيبها الانحلال تمالدثور .هذاالتحدي 
الوسطبين الطر فين : طرف الافراط وطر ف التفريط هوالوسط الذي 
بدعوه توبنبي بالوسط الذهبي!لذي يضمن دفيم الحضارات ١‏ 

ف طرق الار تفاء والابداع والبعاء ر 


ویو كد توينبي على عامل اساس في انهیار الحضارات هو عامل 
الانشطارات التي تحصل ف ارس ۰ جام نوعان من 
م نالناحية الحفر افیة 1 ل تس لا 4 نا لحتمعات البشرية 
المتزحه جعرافيا دلگ المنعزلة” عن بعضها الىعض من الناحية 
الاجتماعية . 


۷, 


" ويرى تواشي ان الاتشطار.العمودي هو الذي بمهد للإنهيار 
e‏ ۰ ويم نه ار الكبرى اني شهدتها تسس 
شهدتها الحضارات القدنمة كالحضارة الهبلينية مثلا كانت اتشطارات 
عمودبة افرزت عوامل الانهیار والاندثار لتلك الحضارات . اما 
الانشطارات الافقة فمن شأنها ان تحدث تمزقا ف حسد الحتمع 
و سیب ونظام ديني'عديف مع وجود افرازات بربرية 


يها 


اما الاقليات او النخبة التي شیم انات ابداعية” عالية 
فتستمر فترة ما ثم تبدا في دخول مرخلة العقم » فكأنها تقوم بعملية 
مو REE‏ الهيلينية التي اخرجت 
الذين هاجمهم شيیش ون واعتبرهم انماظا دنا فيالمجتمع الروماني . 
سس E‏ تعر ( الصيف الهندي ( دشي آلهد وء 
مصار ها الفاحمة 0 لح ذلك و 1۳ اضف الهندي الروماني ۳ اذ 
استطال هذا الصيف بعد حكم اغسطس نقامت ادارة عالبة الكفاءة 
ی روما کفرت عن ذنوب واخطاء من سبفوه . فالصيف الهندي 4 
عند توينبي هو بمثابة « صحوة الوت » قبل فترة النزع الاخضمر 


ويمضي تو ننبي فیضع في قمه هذه الحضارات صفوة تتمثل في 
حلقات عالية المواهب »> كما شهدنا في حلقات الفلاسفة التي بدات 
بسقراط البدع وانتهت في آخر ومضاتها الابداعية بأفلوطين › وكأن 
هذه الحلقات كانت طوال هذه الفترة تبحث بفلاسفتها ومفکر ها 
عن فردوس أرضي افلاطوني . ووضع توينبي ف المرتبة الدنيا انماطا 
منذوي الكفاءات المشوهه ممن عدموا القدرة على الابداع والابتكار» 
واتخذوا سبیلا يتناقض. في خطه الاخلاقي مم اخلاقيات حلقات 
الفلاسفة والمدعين . فالاقلية أو الصفوة الهيلينية هي التي ابدعت 
الفلسفة اليونانية كما هي التي ابدعت القانون الروماني والادارة 
الرومانية ذات الكفاءة المالية . 01 


كذلك نجد ان المجتمع البابلي في القرن الثانيق.م. وه القصر 
” ۷۱ 


الدمو یهار هيب الذي مر في تاريخ بابل من حيث الحروب الجائحة 
ال قد شهدت تقدما هائلا في العلوم الفلكية »اذ اکتشف المایلیون 
1 هذا الفرن بالذات حفانق خارقة عندوره السنة الشمسية وعن 
وب وعن الدورة الكونية للشمس »© حتی ان الکشو فات البابلية 

ثرت تاثیرا كبيرا على الفكرة الكونية في الحضاره الفربية . ولکن 
0 الكشو فات البابلية فى اغوار الكون قد قابلتها انماط عديدة من 
التنبؤات والتنجيم » فكان الحضارة البابلية افترضت قدرتها على 
الكشف عن اغوار العالمين المادي والروحي . وبالرغم من هذا 
الضلال القدم الا ان کشوفات بابل ق الكون الروحي مازالت حتى 
الان تستاثر باهتمام الكثير من الناس . 


هدا النوع من الانشطارات في جسد المجتمع تصاحبه عملية 
تحلل قالحتمع ذاته .وافضل مثال نضربه توينبي 4 کیدا لنظر ته؛ 
هو بروز نوعين هائلين ضاغطين على الحضارة من البرولیتاریا هما: 
البرولتیاریا الداخلیه والبرولتیاربا الخارجيه التي تسبب شروخا 
عميقة الغور فيجسد الحتمع . فالبرولیتاریا الداخلية »طبقا لنظر بة 
توننبي » نجد افضل امثلتها في تلك الحروب الطبفية التي بدات في 
العالم الهيليني وفي بقعة معينة هي بقعة کورسررا التي انتشرت فیما 
بعد في جميع بقاع العالم الهيليني . ففي عصر الاسکندر الاکبر تعرض 
العالم الهيليني الى طو فان جائح من الهحرات الغربية التي اشاعت 
الاسکندر الاکبر عن الو قوف في وجه هذا الطو فان البشري الطاغي . 
وهنا تولد من‌خلال هذا الطو فان البشری الجالح عنصر البر ولیتاربا 
التي تؤلف کاننا في حسد المجتمع ولکنها ليست جزءا عضویا منه ۰ 
وتدرج توشبي في المثال الذي يستقصيه من حیاه هيلاس الى ان 
هذه البر و لیتار با ليست بالضروره هي عناصر ممدمة مد قمه الففر. 
الداخلية التي اجتاحت الجسد الاجتماعي الهيليني كانت اول الامر 
من‌اصول هيلينية ولك نالحروب المقدونيةقداضافت الىالبر وليتاريا 
الداخلية الهيلينية ذلك الطو فان البشري الغر ب الو لف من برأبره 
اوربا والقبائل الافريقية المهاجرة ومن‌مجتممات بدائية ومن مزارعين 
نهذ ا 


تففون ضد العالم الهيليني من آخر تحوم الفتوحات القدونیه . 
ويمضي تو شي ف استعصاء نمادج من هذه الشیوح التي تحدث 
في اجساد الجتمعات في حضارات الشرق القديم کالحضارات الصر بة 
والبابلية والسومربة وحضارات الشرق الاقصی . . اما البرولیتاربا 
التي تبرز مع بدء انهیار الحضارات فهي تختلف جفرافیا عن جسد 
الحتمع الاصیل »اذ تفصل الحدود الحفرافية بينهذا الحسد وبين 
تلك المر و لیتار با التي هي من النمط الخارجي والتي تنشا اول الامر 
عن تخطي حضاره ذلك الحتمع الاصیل لحدران الحدود والفواصل 
نحو محتمعات بدائیه لتفیم معها علاقات بفعل قوهالحضاره النطلقه 
وسیطرتها على تلك الجتمعات البدائیه نسبیا . ولکن توينيي يذهب 
الى انه ليست هناك حضارة بدائیة شکل مطلق فلتد وحدت حضارات 
من تلك الحضارات التي نشأت فى محتمصات بدائية ومع 
ذلك فقدوجدت الی‌حانب ظواهر التخلف فیهاحوانب متقدمة حداء 
كما هي الحال في بعضى المجتمعات الافريقية البدائية والاستوائية 
البدائية وامريكا اللاتينية . فالمجتمع الذىاكتشف عام۱۹۳۵ في بابوا 
كان مجتمعا بداثيا جدا » ولكنه كان متطورا بشكل متقدم في :عض 
الجوانب الزراعية الكثيفة التي يعتقد انها تسربت اليه من حضارة 
محهوله » قدیمه ¢ . 


وتقوم التاثرات الحضاربه بامتدادات اشعاعية على 
ثلائة مستوات سياسية واقتصادة وثقافية » فتتاثر الحتمعات 
البدائية بالحضارات ذات التأثير الطاغي من هذه الستویات الثلاثه 
بصوره متساوبه من حيث الحده تقرسا » كما أن هذه الحتمعات 
الوافده علیها » فتبدا عندئذ عملیه « الحاگاه » التي تقوم بهها 
الحتمعات البدائية للمحتمعات التحضر ه 


وافضل مثال بستنجد به توينبي لدعم هذا الجانب من نظریته 
هي تاثیرات الحضارة الهيلينية في الامتدادات الجفرافية التي احاطت 
بحوهر حضارة هیلاس . فان الحضارة الهيلينية قد ضمف 
اشماعها باتجاه اوربا كما ضمف هذا الاشماع باتجاه فرب دلفي ر 
وسیا العستری فان التاثیرات ام" قد تقلصت کی ا و ما برژ 


۷۳۰ 


صراع. چاد بين انصار الهيلينية واعدائها » في اوائل القرن السادس 

قم انتهی باذعان العناصر اللمعادية للاتحاه الهيليني والمناهضة 
لاماع حضارة هيلاس » فامتد الاشماع الهيليني بعد ذلك. 
بشکل خاطف في جنوب شبه جزيرة ابطالیا التي کتب عنها هرافلیدس. 
بو تيكو س وهو احد تلامیذ افلاطون بان هذه المنطقة اللاتینیه هي جزء 
من هیلاس . وهکذا افتتنت القبائل والاقوام الحيطة بهیلاس 
پالحضاره الهيلينية » فبقيت شبه الجزيرة الابطالية بأسرها تقر نبا 
تحت تاثر سحر الحضاوة الهیلینیه . 

وهنا عند هذه النقطه تسین ظاهره ردود الفعل التي فامت. 

بها المرولبتارا الخارحية ازاء التأثرات الابداعية والابتكارية لحو هر 
حضارة هيلاس التي تمثلها اقلية هيلينية ضثيلة . اما ردود الفمل 
التي قامت بها البروليتاريا الداخلية فهي مثيرة بالقياس الى ردود 
الفعل التي قامت بها البروليتاريا الخارجية » ذلك انها قد عملته 
في مجال الابداع الروحي الديني ويذهب توينبي الى أن ردود الفعل. 
العنيفة التي تقوم بها البروليتاريا الداخلية عادة تنتهي بعقم حضاري 
اما ردود الفعل الودبعة فيصاحيها عادة استيعاب هادىء » وعلى 
مدى اطول » لجوهر الحضارة الاصيلة . ومثال ذلك ان البرابرة: 
الذین صدرت عنهم ردود فعل وديعة هادئة قد استوعبوا حضارة 
هيلاس استیعابا بطيئا وعميقا ا على الحنهة الاورسية بالنحلة. 
الار وسیه . وامتدت هذه النحلة في د شتى ارحاء الدول التيوتونية 
وريثة الامبراطوربه الرومانية ۳ فتره الفراغ التار خضي 
الواقعة ما بين ه/ا؟ ‏ 1۷۵ میلاد رة ٠‏ ومن فتره الفراغ التاريخي تلك 
برزت الحضارة المسيحية الغربية على بد مؤسسها الاول البابا 
غربغوري الاكبر . وق هذه الفترهة تحول الافرنج الاریوسیون الى 
المسيحية الكاثو ليكية بعد اعتناق كلو فيس المسيحية في مدينة رمز 
عام {1٥‏ میلاد به فانتیت ِ بذلك فترة الفراغ التأريخي وبدات 0 
اسس الحضارة القربية الجديدة . اما برابرة «الافر د براللتي» فقد فة 
اعتنقوا الممسيحية الکائو لیکبه طفا لور وئاتهم واما برابره السهب» 
از فر اسي » فیو کد تو نبي أن القبائل في هذا السهب والتي کانت. 
على تخوم الامتدادات العربية ف شبه جزيرة العرب فقد اظهر و۱ 
قوة ابداعية اكثر من غيرهم انتهت ت بحضارة عربية اسلامية اصيلة 
فيها کشر من عناصر الابداع و الابتکار ۰ 


۷ 


58 


على ان تويئبي بضع في نصاب الانصاف ایضا مافدمته 
البروليتاريا الداخلية منمظاهر الخصوبةالحضارية فيمجال الفن. 
ومثال ذلك ان الادبان البدانية ذات الطابع الوثني المتخلف حضاريا 
التي تمثلت في ارباب الاولمب قد قدمت اللاحم الهوم بة الرائعة . 
فالملحمة الهوميرية تتصف بالنابع الآخية البدائنية في العقيدة 
والتصورات الدنیه . 

إن الملحمة الهوميربة هي استلهام مباشر للعقيدة الآخية الوثنية 
المدائية التصور للكون ولمصادر الخلق » ولكنها كانت مثالا فليا 
رائعا لتلك العقاند البدانية المتخلفة حضاربا » كما كانت اللحمه 
الشعرية التيوتونية أو « الساغا » الاسكندنافية الاسسلندية استلهاما 
للالهة النوردبة وللبطل الاسطوری بيوولف . 

وبذهب توينبي الى ان اللاحم هي اروع مااستطاعت ان تقدمه 
المرولیتار با الداخلة للانسانية منخلال ردود فعلها .ومن الملاحم 
التي لما اثر بعيد المدى ی المالم الغر بي هي ملحمه انشوده رولاند 
التي ابدعتها البروليتاريا الخارجية المتمثلة بأنصاف البرابرة 
الغربيين فيالقرن الحادي عشر ابان الحروب الصليبية بعد انفجار 
الصراع مع الحضاره العربية الاندلسية . ولقد اثرت هذه 
الانشودة الملحمية في الشعر الوطني الفربي عهودا طويلة . 

اما الهحمات الثرسة التي قام بها الفرسان التيوتونيون في 
القرنين الثالت عشر والرابع عشر ضد البروسيين في ماوراء نهر 
الفستوك وكذلك الحملات العنيفة التي استهدفت اخضاع الغربه 
السيحي الاقصى ؛ كالحملة التي قام بها هنري الثاني بموافقة البابا 
صد ابر لند! عام ١.١‏ والحملات التي قام بها الانکلیز ف حال 
اسکتلندا وم تنقمات ابرلندا وانتهت بعبور الانکلیز الحیط 
الاطلسي واستمرارهم بهذه الحملات ضد فائل الهنود الحمر © 
في نهابة الجیوب البربربة في اسکتلندا التخلفة منالقرون الوسطی 
للعالم الغربي وانتهاء كل الجيوب الاخری للسکان الاصلیین من 
بقابا الدولة الانديانية في امريكا على بد الاسيان . 

هذامن ناحیه الغرب » امامن ناحيةالشرق فقدانهارت الحدود , 
المعولية خلال الفترة الواقعة مابين ۵ - ۱۵۷۵ فتکونت تبائل* 
بربربة على امتدادات شاسعة تطمع في نهب بقابا الدولة الفولية ألتي 


” ون 


بدا الانجلال بنخر في جسدها والتي انتهت على نحو عاجل في القرن 
الثامن" عشر الميلادي » فبدا اندفاع البربطانيين باتجاه الهند على 
ول خط الامبراطورية الفولية في مواجهة الدولة الازبكستانية 
على حوض نهري سيحون وجيجون وعلى خط الامبراطورية 
الصفوية . وعندما اتسمع الامتداد البربطاني باتجاه الحدود الافغانية 
ی الشمال الغربي بقيادة الکسندر بيوتن عام ۱۸۲۱ اذ انتهت 
مغامرته تلك في عام 1851١‏ الى 1855 بکارئة مريعة كانت اضخم من 
الکارثه التى انتهتبها المغامرة الابطالية فيجبال اثيوبيا عام"185. 


ومنذ ذلك الحين اتخذ الامتداد البريطاني اسلوبا اخر هو 
اسلوب الغعزو التجريبي بعد غزو البنجاب عام 18165 . 

هذا الامتداد البريطاني انتهى الى ضفوط جديدة من قبل 
البروليتاريا الداخلية انتهى بتفيير خارطة شبه القارة الهندىة 
فیما بعد . 

اما قبائل البوشناق وهي اخر من بقى من القبائل البربرية 
فيالقارة الاوربية فقدتحملوا الفواجع والآلام بشكلغيرعادى علانهم 
كانوا بقفون بين شقي حضارتين مندفعتين هما : الحضارة الغربية 
والحضارة الارئوذكسية الشرقية » فكان رد فعلهم ازاء هاتين 
الحضارتين هو رفض اعتناق المسيحية الغربية ورفض اعتناق 
السيحية الارئوذكسية » وقبولهم العقيدة الهوميلية التي نشأت 
اول الامر في طراقيا اليونانية وفي بعض اجزاء بلفاريا والتي تومن 
ان الله قد خلق الخير والشر وان الخير يتمثل بالسيد المسيح وان 
الشر يتمثل بالشيطان وان العالم بأسره بما فيه الانسان من خلق 
الشيطان الذى تمرد على الله . وان هذه العقيدة التي انشأها 
الراهب باسيل سنة ۱۰۱۸ ميلادية تختلف في طقوسها عن كل من 
طقوس الكنيستين الارثوذكسية والغربية » ثم ان قبائل البوشناق 
بعد فترة قصرة من الزمن كان رد فعلهم ازاء الحضارتين الغربية 
والارثوذكسية بان رحبوا بالامتدادات العثمانية الفامرة في اوربا 
وانتهى ترحيبهم بان اعتنقوا دين العثمابين الغزاة فاصبحوا مسلمين 
وهجروا عقيدتهم الهوميلية . 

وفي المنطقة الخصبة قام اليوغسلاف بمهنة حربية طوبله الدی 
في الاغارة على کل من طر في الحدود الجنوبية والشمالية » أي على 
۷۹۱ 


النطقه بالذات مدرسة شعر به‌متقدمة باللفتين الصربية والكورواتية. 
ولكن توبنبي بلاحظ انهاتين الدرستین لمتؤثر احداهما بالاخرى 
بل بعیتا منفصلتين عن بعضهما البعض . 

هذا هورد الفعل الذي قامت به البروليتاريا الخارجية ازاء 
تحدبات الحضارتين الغربية والارثوذكسية في الحدود الشسرفیه 
والفربية . 

اما قبائل الهنود الحمر الشماليين فيلاحظ توينبي انهم عجزوا 
عن اي رد فعل ابداعي في مواجهة العدوان الاوربي الغربي . وکل 
ماعملو ه هو الا شتالد مع القو ۱ه الغاز به حتی انتهت في معارك 
السیوکس الهندية الحمراء عام ۱۸۹۰ . هذا بالرغم من أن بعض 
زعماء الهنود الحمر قد ادعوا النبوة في صفوف هذه القبائل » من 
بينهم نبي منطقه ديلاو بر عام ۱۳۹ ونبي منطقه نیفادا السمی وو فو کا 
عام ۱۸۸۵ وغيرهما ..وكان بروز هؤلاء الزعماء بشكل انبياء للهنود 
الحمر تعبيرا عنرد الفعل الذي كان شفي انتأخذ به قبائل الهنود 
الحمر لابداع جديد في مواجهة الغزو الغربي . ویذهب توينبي الى 
ان دعوات هؤلاء الزعماء المتنبئين انما هي قبس من النور السيحي 
الذي کمن دوما في باطن الانسان . ولكن رد الفعل قد تباین الى 
اقصى حد ففي العصر الحديث نرى صورة اخرى من صور البربرية 
التي استدلت القمصان السود بالقمصان السود من الحلد القد بم 1 
كما نشهد بذلك العصابات البربرية الفاشیه والنازبة التي هي من 
بقابا الرعشات الاخيرة للبربرية القديمة . والصراع بين « البربرية 
والتحضر » هو صراع طويل ومرير . وهذا الصراع هو الذي بدفع 
بالانسان اليوم في مواجهة التحدبات واتخاذ الوسائل الفتاكة لهدم 
حضارته . 

اما مصادر الوحي والالهام بالنسبة للبرولیتاربا الداخليه‌فهي 
عنصر من عناصر الابداع والابتکار في غالب الاحيان على نقيض ما قد 
تتعرض اليه البروليتاريا الخارجية احيانا من عقم حضاری ازاء 
ضفط التأثيرات الحضاربه الوافدة عليها . 

ولعتقد تو ينبي أن ارو ع هشال للتاثر ات الابداعية التي صب ر 
على البروليتاريا الداخلية هو المثال الذي نصادفه من خلال دراسيية 
للانظمة الدينية العالية الکبری في الشرق فعاده اوزیریس المصري 


W 7” 


22 


التي كانت عقيدة البروليتاريا الداخلية بمكن ارجاعها الى اصل 
اجنيي هو عبادة تموز السومری ٠وعبادة‏ البر وليتاريا الهيلينية يرجع 
في اصله الى عاده ازيس الصری » والعبادات المينوبة ارج ان 
اساسها الى اصل سوری 4 والعبادات النوذبة المهابانية تر حع ۴ 
الداخلیه نوعا من قوی الابداع والاتکار . 


اما بالنسية لنزعة الحاكاة فا لمجتمعات البدائية » ازاء التأثر ات 
الحضاربه الوافده عليها » تبدا بالانصراف عن استلهام تقالیدها 
لتشر ع ف محاكاه الرواد الحضار سس الذن تمثلون عادة بمفامر بن 
تجار بين لا بزعماء روحيين مبدعین . 
اما الصدام بين الحضارات التعاصره فيأخذ شکل هجمات 
وهحمات مضادة او غزوات وغزوات مضادة كما حصل في الصراع 
الطویل الذي قامبين الامبراطورية الاخمینیودوبلات الدن‌الهيلينية. 
کذ لك نحد سلسلة من هذا الضرب من اللقاءات الدامية بين الفينيقيين 
والهیلینیین» والذي‌کان اول الامر على شکل اغتصاب لفتیات من کلتا 
الحضارتين . فقد بدا الفینیقیون صراعهم مع الهیلینیین باغتصابهم 
آلاسطوري لكاهنة الربة «حیرا» زوجة زوس رب الأرباب الاولبي 
والمسماة «آبو» » فكان رد الفعل الهيليني أن اغتصب مض‌الهیلینین 
أغتصابا اسطورا « بوروبا » اخت الملك توتيكس ملك فينيقيا كما 
أغتصب أهل طرواده هيلين اليونانية فنشب الصراع بي بين الهيلينيين 
والطرواديين . ويرى توشي ان سلسلة الاغتصاب 55 والتي اكد 
عليها كثيرا المؤرخ هيرودوت هي في الحقيقة انبعاث اسطوري من 
منطق جاف بقوم به هيرودوت في فصول كتاباته ؛ ولكنها في الحقيقة 
تظهر فهما عميقا لعوامل الصدام بينالحضارتين اليونانيةو الفينيقية 
فالمجتمع الهيليني الممتد على اطراف جيرانه على انقاض الامبراطوربة 
الاخمينية التي دمرها الاسكندر الاكبر في القرن الرابع ق. م . وعلى 
ممتلكات فر طاحنهة التي دمرتها روما في القرن الثالث ف .م . قام 
الجتمع الهيليني شاسع الامتدادات ای مما كان ببلفه اي طموح 
هيليني آنذاك . فاندفع الهیلینیون ف ش شتى الاتحاهات اذ نجد منهم 
العاو لین التحار بينفي طرسوس او 0/0 مرتز قه 2 مصر وبابل © 


۷۸ 


ثم بعد وفاة الاسکندر الاكبر كان الاندفاع الهيايني شرسا الى اقصی 
حد »فأثار ردود فعل عنيفة في الشرق انتهى بأنقام العربالمسلمون 
بهدم جميع ماحفقه الاسکندر وخلفاژه الهيليئيون بعد الف عام > 
وحرروا النطقة العربية بأكملها من کل اثر هيليني » بل امتدوا في 
بردود فعلهم حتى بلغوا اطراف اسبانیا ق‌بدابه القرن السابع الیلادی 
وعبروا الحدود الطبيعية لجبال البرنة عام ۷۳۲ ميلادية واقاموا عددا 
من رژوس الجسور في البحر التوسط » على ان هذه الاندفاعات 
«العربية الاسلامية قد واحهت »فیما بعد» ردود فعل اوربية استمرت 
فرونا عدده اتخذت شکل غزوات استعماره باتحاهات عدسدة 
انتهت بطرد الافرنج من النطقة السوربة باکملها وانتهی هذا الصراع 
المرير بلقاء الحضارتین في انهیار القسطنطينية عندما قام محمد الفاتح 


وسحث توينبي انماط الاستجابات التي تنشأ عن التحدبات 
التي تقوم بها بعض الحضارات المتقدمة ازاء شتی الحتمعات . فهناله 
الجانب التحدي © شوم ازاء الجانب المستجيب © وتتباين قوهة 
التحدى وقوة الاستحابة طقا لدرجة الضفط ودرجة رد الفعل . 
فیکون التحدي عنيفا الى درجة ينهار امامه الطرف الاخر » وهذا 
الضرب من التحدی قد واجهته كثير من المجتمعات البدانیه فاندثرت 
وامحت اثارها »هذا الی‌حانب ان بعض المحتمعات الىدانیه قدواحهت 
التحدی باستحابة مراوفة فاستطاعت ان تبقي على کیانها فتحولت 
الى محتمعات متححسره ففدت هو ضوعامن موضوعات علم 
الانثروبولوجيا . وهناك اسلوب الانعزال الذاتي الذي تأخذ به بعض 
اللجتمعات البدائية طريقا لمواجهة التحديات . ومن امثلة هذا الانعزال 
الذاتي هو الاسلوب الذى واجه به سكان الحبشة اولئك المغامرين 
البرتفالیین الاوائل وسکان حزر الباسفیکی ازاءالفزوات اثبرتفالية 
الفربية » والتحصن الذاتي الذي اتبعه سکان التبت الذین تمسکوا 
«بعقيدتهم المهابانية ف اسلوبها التنتاری والتي تعتر من البقارا 
التححر ه 5 للعقائد السندية المنقر ضه ٠‏ 

ان الحضارة في مفهوم توينبي کیان اجتماعي موحد قابل الفهم ر 
بمعزل عن جميع الظواهر الاجتماعية التي قد تبرز في بعض اجزاء 
هذا «الکل الا حتماعي العضوی» فهي و حده حضار رة تهيء لليارس 

و6 


ا الف 


ان يفهمها فهما تفر منه الى تعيين و تحدد عوامل نشو ء ینا الكل 
وعوامل اندثار ه ابضا . 


و 


" اما بالنسبة للانشطارات والانشقاقات النفسية التي تطرا على 
الحسد الاحتماعي فانهذه الانشطارات والانشقاقات تسیب قطبين 
للاستحابه از اء التحدرات او لهما سلبي والاخر ايجابي ۰ فالانشطار 
النفسي يودي دوره في فاجمة الانحلال الاجتماعي للحضاره . 
فالجانب السلبي هو ان باخذ الجتمع سبيل المعايشة الطمئنة 
الهادنه أزاء الطبیعه » اما الخیار الايحابي فیستهدف السيطرة علی. 
النفس والتحكم بذاتية المجتمع ۰ 

فالاستحابه السلبية تبدا معها النفس بالانحلال والذوبان فینشا 
عن ذلك وسط لفوي واديي وفني مرتبك مختلط الصور متزمت 
الاسلوب كما يبدا في الظهور احساس بضروره خلق ملحمة فكرية 
وفلسفية ودينية . وانطلاقا من هذه الاستحابة نری ان الاسلوب. 
الادبي والفني واسلوب النحت والتصویر والعماره يبدو متزمتا مرکا 
ترکیبا فيه الك من الخلل والتشویش . 

اما الاستجابة الابجابية فتبدا مع الاحساس بضرورة الاخذ 
بتوسيع مجال الرؤبة الانسانیه ووحدة الانسان مع الكون واندماج. 
الذات الانسانية بالكون العظيم . 

هذا التحلل الذي يطرا في نفسية الجماعات والافراد بلي عادة. 
الانشطارات في وحدة الكيان الاجتماعي بين الاقليات والبرولیتاربا 
الداخلية والبرولیتارباالخارجية »وينتهي الانشطارالنفسي للجسد 
الا حتماعي بحركات فكربة مرکبه تركيبا معقدا » اذ تدأ الحضاره. 
دورات کاملة من الايقاع التبادل والتواصل بين «الين» و «اليانغ». 
وق راي تو ينبي ان هناك ایقاعا متسادلا ومستمرا نين التحدي, 
والاستحابة »فاذا نجحت الاستحابة ازاء التحدی نححت الحضارة 
فيضت فيطر بق صاعد جديد »اما اذا اخفقت‌الاستجابة فان الحضارة 
آنذاك ستتعرض لانتكاسة فاجعة أضخم ٠‏ ولكن توشي بضيف 
الى هذا الانقاع الرئيسي ايقاعا فرعيا اخر هو الاستجابة الو قتة 
آزاء التحدى والاستجابة الو قتة او الجزئية تحقق نجاحا عرضيا او 
موقوتا . وقد تتکرر الاستجابات الجزئية الى انتنتهي باخفاق شامل 
بنتهي بكارثة حضارية » ما لم تستطع تلك الحضارة ان تبتدع 
استجابة شاملة تواجه بها التحدی الضاغط . 


N+ 


ان الحضارات القديمة التي اصابها الانهيار والتحلل قد ابتلعتها 
حضارات مجاورة وهضمتها من خلال إبفاع التحللالحضاري .وهنا 
سدو » بالضرورة » ان نتساءل : ماهو مصير الحضارة الغربية 
الراهنة ؟ . 

ان تويئبي في حوابه عن هذا السوؤال الخطير الذي بلغ مستوى 
التشو عن مصير حضاره مر ن أعظم الحضارات التي شهدتها الانسانبه 
نتساءل کتوطنه للاحابة عن هذا السوال فيمول ۰ هل الحضاره 
الغربية الراهنة تعاني معضلة التحلل ؟ واذا كانت الحضارة الغربية 
ا هي في اي مرحلة من مراحل بدا ۱ 
ف اطار الحضاره الغربية المعاصرة وإن الحاو لتن الفاحعتین ال 
قامت بهما الانیا خلالالنصف الاول من‌القرن العشرين هما كالمحاولة 
النابولونية الفاجعة التي انتهت ت بمأساة الحروب النابولونية في معركة 
وترلو . 

أن الحضارة ألغربية لم تحاول محاو له حد به اقامه الدولة 
الى خلق نوع من « الكونكوردات » أو انماط الوفاق الدولي على غرار 
مافعلته الحضارة الهيلينية عندما حققت توسعها الجفرافي الذي 
انتهی باضطرابات و فوضی شهدتها هيلاس قرونا طوبلة . 

وهنا يشير توينبي الى ان ترحيب الساسة الغربيين باتجاهات 
ولسن الرئيس الامريكي ١11/8‏ لم نكن ألا سیب عزوف العكر الغربي 
عن قول الدو له العالبه و اکتفانه نضر وب من الکو نکو ردات» ۰۰ 
الدولية . 

وبقارن توشي بين القيصر اوغسطس وبين ولسن فری 
هیلاس بأسرها من خلال الدولة الرومانية » ولکن ولسن لم ستطع 
ان بحفق أي هد ف ابجابي . 

e‏ 3 في نظر توينبي أن ا الفربية في مرحلتها 
شرا وخلخلة مجشمميا ف لم عد قاددة على كني فكرة اا 


۸١ 


الهد ف. ر 58 مظاهر النقمه الحضار به التي تواحهها الحتمعات 
الاوربية الیوم هي الحروب المهلكة والمسيده التي احتاحت الغرب في 3 
غضون قرون قلائل بدت كما لو ان هناك دورات هائلة ومهلكة 
الحروب والصدامات الدولية . 

كما أن من مظاهر الا ضطر اب الحضاري هو أن النهضة الاوربية 
التي شهدها الفرن الثامن عشر العربي والذي حقق فکره «التسامح» 
و«الاستنارة» لم نکن قائما علی‌البادیء السیحیه الاصیله ؛ انمافام 
على اصول بدعوها توينبي الاصول «الفیستو فیلیسه» وبعني بها 
الاهتمام بالامور الدنيوبة وبالسيطرة على العالم المادي دون ابة 
فيم روحیه او فضائل اخلافية . 

اما الجواب او الاستجابة الابجابية فنفتقدها في الحضاره 
الفربية الاوربية اليوم 
حضارية » غير وارده في نظرية توشي بشكل محدد نهاني © ولكن 
بلاحظ ان الحضارة الغربية التي تعرضت لكل هذه الاضطرابات 
الهائلة والمهلكة وهذا العزوف عن الفضائل والقیم والمثل والانصراف 
عن الاتحاه صوب السماء » والتمرغ في اوحال المادة الابلیسیه بجعل 
الحضارة الغربية الراهنة تقف على حد مشووم سيء الطالم من 
هاو به رهیبه ۰ 

ی تیوه السالفة التي تکررت شکل دوری والتي صعد تها 
افتهت 4 ولكن وه فده المأساة قد اغد تنضيدها مرة اخری 
باکتشاف القنبلة الذربه واستخدامها ضد الانسان . 

ان توينبي لدیه شكوكا مریعه © بل هو لابخفي فزعه العمیق 
من نهابه الحضاره العربیه التي تتطلب لانقاذها الان اقصی الحهود 

«آن مدنه الهلاك» التي خرح منها کرستیان فزعا بحمل على 
الاكباد وبحثا عن المدينة السماوية في قصة «رحله احاج» للکاتب 
الطهرى البيوربتاني (( حون بانیان» هي قصة الرعب الذي تشه 
مدنه الهلاك الاوربية . 


A۲ 


ولكن « کربستیان الاوربي » بواجه اليوم السژال الصيري 
الهائل : هل سینتحب وهرف معنی صربف الاسنان والفزع الاکیر 
من نهابة مدننة الهلاك فیفز حاملا آوزاره كما حمل « کرستبان » 
بالامس آوزاره » صوب الدنة السماوية من أجل الخلاص ؟ هل 
سیظل «کرستیان الاوروبي» ماضيا في طريق الرعب والفز ع والظلمة 
والعراء صارخا من اعماقه : الحياة ! الحياة ! الحياة الابدبة !وهو 
بتطلع الى اضواء المدينة السماوبة تتالق في اعماق الظلمة من :عید. 


ان توشي ق‌هذه الذروه الفاجعة مننظريته بتطلع الی‌حضاره 
اموت والدمار ان وال ماد فری أن الطريق الذي تمضي فيه الحضارة 
الاوروبية المعاصرة هو الطريق الذى مضت عليه بالامس مواكب 
الحضارات ردب قبل . ولکنه هو نفسه بتحول «کرستیان» 
حدد .... أن توينبي في هذه الذروة الاليمة من نظرته الى 
كر ستيان الفزع الضارب ف اعماق الظلمة صوب الدننة السماوبة» 
بكل ماني اعماف الحضارة الغر بية العاصره من تشنحات وآلام فلا 
بحجدذ سوى الزمهرير وصر یف الاسنان والوت والدمار » فیذهب 
الى ان الخلاص الذي استطاع ان سلفه کرستیان فى فصه « رحلة 
الحاج » الاليمة قد تتکرر بالنسبة للحضارهالفربيةه الراهنه » وعندنذ 
تبلغ هذه الحضارة هدف الخلاص لتتحول هي ذانها من مدينة 
الهلاك الى المدينة السماویه ولکن توينبي بالرغم من استیعابه لكل 
معالم حر که التار بح الغرابي الا أنه ری ان اصع الرب وحده هو 
القادر على ان بحول مدننه الهلاك الى مدنه المدن السدماوية . 


أن قشعر بر ه الا لم والاحساس بالوت والشعور بالمصير الفاجع 
للحضار دالغربية نتحو ل عند تو سنبي الى قح و دمامه حضار بتين تحاول 
الافلات من قبضتهما ولكنه بعجز عن ان بجد مخلصا كما وحد 
«كريستيان» من قبل على بدي احد الرسل فهو بدعو الى التضرع الى 
الله من احل الخلاص . 


تنخ % ين 


Eha E‏ دب اس اي مدي 
البشرئة 1 


و 


۸۲ ۲ 


إن“الاجابة عن هذا السؤال تنتهي بنا الى مناقشة الحتمية 
التأربخية وارادة الانسان مرة ای > وهي القضية الى انقسمت 
5 "الا حابة عنها ۶ و الفلسفية التأريخية . 


المتبادل ES‏ رد ا الحضاري E‏ سحب على 
عهود الانحلال الحضاري ۰ 


ان توينبي لابری في القواني الطبيعية أقدرا صارما لا بمکن الفکاله 
هنهم بل بری ان بو سع الانسبان أن تحذ له مدارج ومسالت ستطیع 
منها ان بخلق استحابات قادرة على مواجهة التحدبات . فالقوانين 
الطبيعية كالدورة السنوية والدورات الفلكية وتعافب اللیل والنهار 
والدورات الناخية کل هذه وامثالها هي من مظاهر القوانین الطبيعية 
الصارمة التي تتحدی الانسان »ولکن الانسان قداستطاع منذالبدء 
ان ستحیب لهذه التحدیات الطبيعية وان بو فق بين حياته وبين هذه 
النواميس الطبيعية الصارمة . ولم تستطم هذه اللوامیس انتلقي 
في تلب الانسان الرعب والیاس بالرغم من قسوتها وصرامتها احیانا. 
وی عصر الحضارة الفربية الحدثة ازدادت فدره الانسان على 
خلق استحابات ملائمة لتحدیات الطبيعة » كذلك فان تونني بلاحظ 
ان هناك معدلا زمنیا في التاریخ بكاد کون ثابتا في جمیع عهود تطور 
الانسان علی‌الارض يشهد تغيرا بکاد یکون‌تابتا في سيكو لو جيةالانسا 
واجتماعيته ؛ ولكن توينبي - كما ببدو ‏ غير واثق تمام الونوقمن 
هذا المعدل الزمني المتعلق بالتفیرات السيكولوجية والاجتماعية » 
فهو بناقش هذا الرای مناقشة يبدو لنا من خلالها انه لم يكن قد 
کون رايا نهائيا عن المعدل الزمني للتغيير السيكو لوجي » فهناك فترات 
تعجیل في التاريخ الانساني كما ان هناك حركات ابطاء » ولكن علينا 
ان نتذكر أن التعجيل في نظره لا يكون دوما الى الاحسن بل ان هناك 
في التاربخ عمليات ابطاء في 0 الفعل وف الاستجابات بالذات قد 
أدت الى تصعيد حضاري وان هناك عملیات تعحیل انتهت. بكوارث 
حضارية . ويستنجد توينبي هنا بالنظريات السیکواوجية الاخيرة 
التي تطورت وتنامت خلال القرن العشرين وفي مقدمتها نظربات 
«يونغ» وامثاله من كبار السيكولوجيين المعاصرين .فهو فيهذاالمقام 
يولياهتماما لقضايا الوعي والعقل الباطن ومشاعر الفضب 


At 


والكراهية والرغبات الهدامة والدوافع الخفية والدفينة في النفس 
ومشكلات الکست والاحساس بالخطيثة وما الى ذلك من المشكلات 
السيكولوجية التي ناقشها علم النفس الحديث . 

ان تويتبي بالرغم مناحساسه المرير بالفاجعة الموشكة الوقوع 
التي فد تحل بالحضارة الغربية الحديثة وحرصه فكريا وروحيا 
واخلاقيا » على ضرورة انقاذها وفتح طريق الخلاص امامها حتى 
بالتضرع الى القوة الالهية ان امكن » الا انه بری أن الاحساس الذاتي 
التضخم لدى الغربي قد ادى به الى خطأ في فهم الاطراد الحضاري» 
ذلك ان الغربي تحت تأثير بربق حضارته المعاصره قد اعتبر التار بخ 
الغربي هو تار بح الانسان بأسره » فقد اسقط من اعتباره كل صور 
الحضارات السالفة ومساهماتها» فادى ذلك بالغربي الىاستنتاجات 
غريبةوخاطة » انطلاقا من وهم التركيز علىالذات وقد حاولتو بنبي 
ان‌کشف لناعن هذا الوهم الرضي الذي تعانية الحضارة الغربية 
وذلك بأن وسع من مشهد دراسة الحضارة الانسانية فرای ان 
هناك حضارات قد اعطت شمارا انسانية قد تكون اهم بكثير من 
حضارة الغرب العاصرة . فالحضارة التي شهدتها منطقة الشرق 
الاوسط والسند والیونان والصين » وقد قدمت عطاء أغنى لروح 
الانسان ومثله الاخلاقية الکبری وحذر توينبي تحذيرا صادفا نابعا 
من مسوولية انسانية عميقة من أن هناك ماتزال في عالم اليوم ارادة 
مدمرة هي «ارادة الحرب» وان ارادة الحرب هذه ستجعل العالم 
بأسره تحت سطوة قوة لاتر حم هي سطوة القشلة الذربة واسلحة 
الافناء الجماعي » وان التطورات العملية والتكنولوجية التي حققتها 
الحضارة الغربية المعاصرة قدتكون همابورق الانسانوتنظيمه العالمي 
وقواه المبدعة “انلم تكن قوة قاهرة ستبتلع الانسان وجميع قضااه 
التي بدافع عنها الیوم . ۱ 

آن‌توينبي الذي ولدوعاش فيعينالعاصفة الجائحة التي‌شهدها 
العالم اکثر من مرة تکونت لدبه استجابات من اجل التشخیص 
التاربخي لاحداث عصره. ان تو ينبي شف ازاء انحلال حضارة الفرب 
کماو قف وسید يديس ازاء الحرب الاثينية البلوبونيزية الکبری ٠‏ , 
آله هنا نشف مو قف الانسان ازاء مصر الانسان ليكشف لنا عن حوانيت 
من فسح التار سنچ الانساني و شاعته ودمامته واحتمال تحوله" الى 

7 
۸۵ 


ركام واطلال 4 كما کشف سر قدرات الانسان على الخلق والابداع 
وگ عوامل الانحلال ير 
اتا ستشمر ف صفحات عد ند ه مما كتبه هنآ امرخ الانسان 
انه قد شقی كثيرا بل تعذب كثيرا كما شقي وتعذب كثير من . العظماء 
امام الطرق المغلعة التي تتهدد حیاه الانسان ه حضار ته ۰ 
ان الانسان الذي مارس الابتکار كما واجه العواصف العاتية 
ف قشر من عصور ه وعرف الالم والحو ع والدموع والاحزان وصار ع 
الو حشه في داحله وق العالم الخارجي ٠»‏ ان الانسان المحكوم عله 
دمم 5 صعبة شق طر مه بين السموم والاوجاع والوت وعواء 
وحوش‌التار بخ »فى بعض العصور ) كمانة شق طر بق هصاعدا مستشعرا 
جميع مسرات العالم وآنوار مدنه السماوبة > أن الانسان فى هذه المسيرة 
الکىریى امام مشاهد لاتنتهي من انقاع العذاب و الا لم » والسعاده 
والتوهج بحبور لامثيل له تعلق امام رؤى تويئبي وامثال توبنبي 
رالتي تحاول ان تفك لا احاحي التأربخ والفازه نكل ماي التأريح 
من الفاز الظفر والناب والتالق الروحي والاخلاقي بلا حدود . 


بفداد في ۱۹۷۷/6/۱۲ 


الفصل الخامس ٠‏ نشوعء أ لحضار 


٠‏ انهبار الحضارات 


الفصل الرابع : المنهج . 
ات 


. الحر که والمجتمع 


۳۳ 
۱ 


أله 


1 


۳۷ 


الفص[ الثاني : 


الفصل الأول ۰ جدوى التاربخ 


الوحدة قي الكثرة 5 


الأصناء 


te 


تضمیم الفلاف : راجحة القدسي 
” التضمیم الداخلي : احمد سالم 


7 الخطوط : رضا الخطاط 


رقم الايداع في الكتبة الوطنية ببغداد 
5 لسنة ۱۹۷۷ 


I Kmakta, 
8۶ 


زر 


المهتدين 


> 


دار الجر به للطباعة ت مداد ۷ هھ ۱۹۷۷ ۴